وقال في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث صحيح، وأبو عبس بن عبد الرحمن، اسمه: عبد الرحمن بن جبر، ويزيد بن أبي مريم: ثقة، وهو شامي".
وقال البغوي: "هذا حديث صحيح".
* تابع الوليد بن مسلم عليه:
يحيى بن حمزة، قال: حدثني يزيد بن أبي مريم: أخبرنا عباية بن رافع بن خديج، قال: أخبرني أبو عبس - هو: عبد الرحمن بن جبر -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما اغبرَّت قدما عبد في سبيل الله فتمسَّه النار".
أخرجه البخاري (٢٨١١)، واللفظ له. وابن بشران في الأمالي (٤٩٩)، وفيه القصة بلفظ أتم. والبيهقي (٩/ ١٦٢)، وأبو طاهر السلفي فيما انتخبه على شيخه أبي الحسين الطيوري "الطيوريات" (١٠٤٣).
قلت: هكذا رواه الإمام أحمد في مسنده، ولم يورد لأبي عبس غير هذا الحديث، بل ليس له في الكتب الستة، ولا في أطراف العشرة غيره [التحفة (٦/ ٤٨٠/ ٩٦٩٢)، الإتحاف (١٤/ ٣٢٠/ ١٧٧٧٧)]، وقال أبو القاسم البغوي: "سكن المدينة، وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثًا"، قلت: ووجدت له عند الدولابي وأبي نعيم في المعرفة حديثين آخرين لكن لا يصح إسنادهما، فلا يصح له غير هذا الحديث.
قال الدارقطني في الإلزامات (١٢٧): "وانفرد البخاري بحديث أبي عبس بن جبر: "من اغبرَّت قدماه في سبيل الله"، من رواية عباية بن رفاعة، ولم يُرو عنه من وجه يصح مثله غيره".
قلت: وبهذا يتبين وهم الرواية التي وقعت عند أبي نعيم في المعرفة، وأن الحديث موضع الشاهد ليس من حديث أبي عبس، ولا يروى بهذا الإسناد؛ إنما دخل لراويه حديث في حديث، والله أعلم.
٩ - حديث يحيى بن أسعد بن زرارة:
يرويه يحيى بن سعيد القطان، ووكيع بن الجراح:
عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة [ثقة، من السادسة]، عن عمه يحيى - وأثنى عليه خيرًا -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك الجمعة ثلاثًا تهاونًا بها من غير عذر؛ طبع على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق".
أخرجه مسدد (٥/ ٣٧/ ٧١٧ - مطالب). وأبو بكر المروزي في الجمعة (٦٣)، وأبو بكر الخلال في السُّنَّة (٥/ ٥٥/ ١٥٩٧).
* ورواه النضر بن شميل، وغندر محمد بن جعفر:
أنا شعبة: ثنا محمد بن عبد الرحمن [بن أسعد بن زرارة]، قال: سمعت عمي [يحيى]- ولم أر رجلًا منا به شبيهًا - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع النداء يوم