جابر بن عبد الله، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تُشغَلوا، وَصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية؛ تُرزَقوا وتُنصَروا وتُجْبَروا، واعلموا أن الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في يومي هذا، في شهري هذا، من عامي هذا، إلى يوم القيامة، فمن تركها في حياتي أو بعدي، وله إمامٌ عادلٌ أو جائرٌ، استخفافًا بها، أو جحودًا لها، فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاةَ له، ولا زكاةَ له، ولا حَجَّ له، ولا صومَ له، ولا بِرَّ له، حتى يتوب، فمن تاب تاب الله عليه، ألا لا تَؤُمَّنَّ امرأةٌ رجلًا، ولا يؤُمَّ أعرابيٌّ مهاجرًا، ولا يؤُمَّ فاجرٌ مؤمنًا، إلا أن يقهره بسلطان، يخاف سيفه وسوطه".
وهو حديث منكر؛ قاله أبو حاتم، وقد تقدم تخريجه مفصلًا تحت الحديث رقم (٥٩٠)، الشاهد الثاني مما يحتج به في بابه، وقد روي أيضًا من غير حديث جابر.
٦ - حديث عقبة بن عامر:
أ - رواه أبو صالح عبد الله بن صالح: حدثني الليث، عن أبي قبيل المعافري، قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني، يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"هلاك أمتي في الكتاب واللبن"، فقيل: يا رسول الله! ما الكتاب واللبن؟ قال:"يتعلمون القرآن، ويتأولونه على غير ما أنزله الله - صلى الله عليه وسلم -، ويحبون اللبن، وَيدَعون الجماعات والجُمَع، ويُبدون".
قال أبو قبيل:"لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث".
وفي رواية:"أخوف ما أخاف على أمتي الكتاب واللبن، فأما اللبن: فينتجعه أقوام لحبه، ويتركون الجماعات والجمعات، وأما الكتاب فيفتح لأقوام يجادلون به الذين آمنوا".
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٢٩٣)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٩٥/ ٨١٥)، والبيهقي في الشعب (٣/ ١٠٤/ ٣٠٠٩)(٥/ ٣٣٦/ ٢٧٤٩ - ط. الأوقاف القطرية)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٢٠١/ ٢٣٦١).
وهذا إسناد مصري جيد؛ لأجل ما قيل في كاتب الليث عبد الله بن صالح، وأما أبو قبيل المعافري، حيي بن هانئ بن ناضر المصري: فقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأحمد بن صالح والعجلي ويعقوب بن سفيان والدارقطني، وقال أبو حاتم:"صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يخطئ"، فكان ماذا؛ إنما هو: ثقة، وهل يسلم من الخطأ أحد؟! [التهذيب (١/ ٥١٠)، سؤالات السلمي (١١٥)].
ب - ورواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ [ثقة، وهو صحيح السماع من ابن لهيعة]: حدثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، قال: لم أسمع من عقبة بن عامر إلا هذا الحديث.
قال ابن لهيعة: وحدثنيه يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"هلاك أمتي في الكتاب واللبن"، قالوا: