كان به بأس"، وقال أبو حاتم: "ليس بقوي، منكر الحديث عن الثقات"، وقال ابن عدي: "أحاديثه لا تشبه أحاديث الثقات، إما أن يأتي بإسناد لا يتابع عليه، أو بمتن عن الثقات منكر، أو يروي عن مجهول، وأحاديثه غرائب، وعامة ما يرويه مما لا يتابع عليه"، وذكره ابن حبان في الثقات [الكامل (٨/ ١٤٩ - ط. الرشد). الميزان (٣/ ١٦٢)، التهذيب (٣/ ١٩٩)]، وعطية بن سعد العوفي: ضعيف الحفظ [انظر: التهذيب (٣/ ١١٤)، الميزان (٣/ ٧٩)].
ب - وأما حديث أبي هريرة:
فيرويه عبد العظيم بن رغبان الحمصي: ثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة؛ إلا عبدًا أو امرأةً أو صبيًا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد".
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣٥٤/ ٧٧١٠).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا أبو معشر، تفرد به: عبد العظيم بن حبيب".
قلت: هو حديث منكر؛ عبد العظيم بن حبيب بن رَغْبان: ليس بثقة، روى عن مالك ما ليس بحديثه [انظر: اللسان (٥/ ٢٢٣)]، وأبو معشر نجيح بن عبد الرحمن: ضعيف.
ج - وأما حديث ابن عباس:
فيرويه الهيثم بن خالد: ثنا حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأبلي: ثنا شعبة، ومسعر، قالا: ثنا أبو السفر: ثنا ابن عباس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه: "جددوا الإيمان في قلوبكم، من كان على حرام حول منه إلى غيره، ومن أحسن من محسن وقع ثوابه على الله، ومن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشرًا، وملائكته عشرًا، ومن دعا بدعوات ليست بإثم ولا قطيعة رحم استجيب له، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة؛ إلا أن تكون امرأةً أو عبدًا أو صبيًا أو مسافرًا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه، والله غني حميد".
أخرجه الدارقطني في الأفراد (١/ ٥٠٨/ ٢٨٨٧ - أطرافه)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٤١)، وفي تاريخ أصبهان (٢/ ٢٣٢).
قال الدارقطني: "غريب من حديث مسعر عنه، تفرد به أبو إسماعيل الأبلي حفص بن عمر بن ميمون، ولا نعلم حدث به عنه غير الهيثم بن خالد بهذا الإسناد، ورواه شعبة ومالك بن مغول، عن أبي السفر سعيد بن أحمد، وهو غريب من حديثهما عنه، تفرد به أبو إسماعيل الأبلي عنهما".
قال أبو نعيم: "تفرد به الهيثم، عن حفص، عن مسعر، وأبو السفر اسمه: سعيد بن يُحمِد".
قلت: هو حديث باطل؛ حفص بن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الأبلي: متروك،