١٠٥٩ - قال أبو داود: حدثنا نصر بن علي، قال سفيان بن حبيب: خُبِّرنا عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، عن أبيه؛ أنه شهد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - زمنَ الحديبية في يومِ جمعةٍ، وأصابهم مطرٌ لم تبتلَّ أسفلُ نعالهم، فأمرهم أن يصلُّوا في رحالهم.
حديث شاذ، وحديث قتادة أشبه بالصواب، قال: في يوم مطير.
أخرجه من طريق أبي داود: ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٢٧٣).
وأخرجه من طريق نصر بن علي الجهضمي به: ابن خزيمة (٣/ ١٧٩/ ١٨٦٣)، والحاكم (١/ ٢٩٣)، والبيهقي (٣/ ١٨٦).
وقع في المصادر الثلاثة: قال نصر بن علي: ثنا سفيان بن حبيب، عن خالد الحذاء به، ليس فيه قول ابن حبيب: خُبِّرنا، بالبناء للمجهول، والدال على عدم سماع سفيان بن حبيب لهذا الحديث من خالد الحذاء، والله أعلم.
قلت: لعل الراوي عنه تخفف من صيغ الأداء، فحول صيغة الإخبار إلى العنعنة تخففًا، ولم ينتبه إلى كون سفيان بن حبيب لم يسمعه من خالد الحذاء، قال ابن القطان في بيان الوهم (٢/ ٥٤٣/ ٥٤٣): "وإسناده عند أبي داود منقطع، أعني: هذا اللفظ".
قال ابن خزيمة: "خبر غريب" [إتحاف المهرة (١/ ٣٣٣/ ٢١٦)]، ثم قال: "لم يقل أحدٌ: يومَ الجمعة، غير سفيان بن حبيب".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: سفيان بن حبيب: بصري ثقة؛ لكن إسناده منقطع، لم يسمعه ابن حبيب من خالد الحذاء، وقد شذ بتفرده بهذه اللفظة: في يوم جمعة، ولم يتابع عليها:
فقد رواه إسماعيل ابن علية، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وخالد بن عبد الله الواسطي الطحان، ويزيد بن زريع [إن كان محفوظًا عنه] [وهم ثقات حفاظ]:
عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، قال: خرجت إلى المسجد في ليلة مطيرة [وفي رواية: مظلمة، إلى المسجد صلاة العشاء، وفي رواية الثوري: بالبصرة]، فلما رجعت استفتحت، فقال أبي: من هذا؟ قالوا: أبو المليح، قال: لقد رأيتُنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن الحديبية، وأصابتنا سماءٌ لم تبُلَّ أسافلَ نعالِنا، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن: "صلوا في رحالكم".
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢١)، وابن ماجه (٩٣٦)، وابن خزيمة (٣/ ٨٠/ ١٦٥٧)، وابن حبان (٥/ ٤٣٥/ ٢٠٧٩)، والضياء في المختارة (٤/ ١٨٩/ ١٤٠٤) و (٤/ ١٩٠/ ١٤٠٥)، وأحمد (٥/ ٧٤) (٩/ ٤٨٠٠/ ٢١٠٣٥ و ٢١٠٣٦ و ٢١٠٣٨ - ط. المكنز). وعبد الرزاق (١/ ٥٠١/ ١٩٢٤)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٤٣/ ٦٢٦٥) (٤/ ٣٥٠/