• قال البيهقي في المعرفة (٢/ ٤٦٧): "قال الشافعي: إن كان هذا حديثًا - يعني: ثابتًا -، ولا أدري كيف هو كان، فمعناه: في أي قرية كنتم؛ لأن مقامهم من البحرين إنما كان يكون في القرى".
• وانظر أيضًا فيما لا يصح من الموقوف: ما رواه البيهقي (٣/ ١٧٧).
• ومن فقه حديثي الباب غير ما تقدم ذكره في ثنايا البحث:
قال ابن القاسم في المدونة (١/ ١٥٢): "وقال مالك في القرية المجتمعة التي قد اتصلت دورها: أرى أن يجفعوا الجمعة، كان عليهم والٍ، أو لم يكن عليهم.
قلت: فهل حدَّ لكم مالك في عظم القرية حدًّا؟ قال: لا، إلا أنه قال: مثل المناهل التي بين مكة والمدينة، مثل الروحاء وأشباهها، قال: ولقد سمعته يقول في القرى المتصلة البنيان التي فيها الأسواق: يجمع أهلها، وقد سمعته يقول غير مرة: القرية المتصلة البنيان يجمع أهلها، ولم يذكر الأسواق".
وكلامه بعد ذلك إنما هو في هذا السياق في عدم اشتراطه وصفًا زائدًا على القرية المجتمعة التي قد اتصلت دورها، سواء الأسواق، أو الوالي، أو نوع المساكن وبنيانها.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٥٨): "وأما اختلافهم في العدد الذي تصح به الجمعة؛ فأما مالك فلم يحدَّ فيه حدًا، وراعى القرية المجتمعة المتصلة البيوت".
وقال عبد الله بن أحمد في العلل (٢/ ٥٢٠/ ٣٤٣٠)، وفي مسائله (٤٣٣ و ٤٦٢): "سمعت أبي يقول في الجمعة؛ إذا كانوا أربعين رجلًا: جمعوا بإذن السلطان، قد جمع بهم أسعد بن زرارة، وكانت أول جمعة جمعت في الإسلام، وكانوا أربعين".
وقال إسحاق الكوسج في مسائله (٥٠٩) سائلا أحمد وإسحاق: "لا جمعة ولا تشريق إلا في مصر جامع؛ قال: هذا لا شيء.
قال إسحاق: القرى إذا كانوا أربعين، فإنه يسعها أن يقال: هذا مصر جامع".
وقال أيضًا (٣٤٤١ و ٣٤٤٢): "ذكرت له قول علي عليه السلام: لا جمعةَ ولا تشريق إلا في مصرٍ جامعٍ؟ قال: الأعمش لم يسمعه من سعد. وقال: كتب عمر - رضي الله عنه - أن جمِّعوا حيث ما كنتم، وأوّل جمعة جمعت بالمدينة، جمع بهم مصعب بن عمير - رضي الله عنه - فذبح لهم شاة فكفتهم، وكانوا أربعين، وليس ثمَّ أحكامٌ تجري، لكن أهل الشام.
قال أحمد: يقال: أقل ما يكون سبعة نفر. قلت: أليس ترى في قرى مرو؛ لو جمَّعوا؟ قال: نعم" [وانظر: مسائل أبي داود (٣٩٨ - ٤٠١ و ٤٠٥ - ٤٠٧)، مسائل ابن هانئ (٤٣٩)].
وقال ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٢٩): "أوجب الله على الخلق اتباع كتابه وسنن نبيه - صلى الله عليه وسلم -، قال الله جل ذكره: {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:٥٩] الآية، وقال الله جل ذكره: " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: ٩] الآية، فاتباع ظاهر كتاب الله يجب، ولا يجوز أن يستثنى من