° قوله: حلة سيراء؛ السيراء: ضرب من البرود مخطط، يقال: برد مُسيَّر؛ أي: مخطط، سميت سيراء لما فيها من الخطوط التي تشبه السيور، ولم ينه عنها لذلك؛ بل لأنها كانت من حرير، كما مر في بعض روايات نافع أنها كانت حريرًا، وكما سيأتي في حديث سالم عن ابن عمر؛ أنها كانت من إستبرق، وهو الغليظ من الحرير، والمقصود أنها كانت من حرير خالص، وما صح من الروايات ما يؤيد ذلك [راجع: معالم السُّنن (١/ ٢٤٦)، المشارق (١/ ١٩٥)، غريب الحديث لابن الجوزي (١/ ٥١١)، كشف المشكل (١/ ١٢٨)، النهاية (٢/ ٤٣٣)، الفتح لابن رجب (٥/ ٣٧٠)].
قال النووي في شرح مسلم (١٤/ ٣٨) بعد أن ساق روايات الحديث: "فهذه الألفاظ تبين أن هذه الحلة كانت حريرًا محضًا، وهو الصحيح الذي يتعين القول به في هذا الحديث، جمعًا بين الروايات، ولأنها هي المحرمة".
***
١٠٧٧ - قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، قال: وجد عمر بن الخطاب حُلةَ إستبرقٍ تُباعُ بالسوق، فأخذها فأتى بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ابتَعْ هذه تجمَّل بها للعيد وللوفود، ثم ساق الحديث، والأول أتم.
حديث صحيح، وهو متفق عليه من حديث ابن شهاب
أخرجه أبو داود هنا في الصلاة برقم (١٠٧٧)، وأعاده في كتاب اللباس، باب ما جاء في لبس الحرير، برقم (٤٠٤١).
• رواه من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي، وعمرو بن الحارث قرنهما:
أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وسليمان بن داود بن حماد المهري، ويونس بن عبد الأعلى [وهم مصريون ثقات]: عن ابن وهب به.
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٨١/ ١٥٦٠)، وفي الكبرى (٢/ ٢٩٧/ ١٧٧٢)[ولفظه بمثل لفظ مسلم الآتي]. وأبو عوانة (٥/ ٢٢٦/ ٨٤٩٥)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٢٤٥)، وفي المشكل (١٢/ ٣١٨/ ٤٨٣٢).
• رواه من طريق ابن وهب عن يونس وحده:
أبو الطاهر، وحرملة بن يحيى [مصري، صدوق، كان راوية لابن وهب، ومن أعلم الناس بحديثه]، واللفظ لحرملة:
قالا: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب: حدثني سالم بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عمر، قال: وجد عمر بن الخطاب حلةً من إستبرقٍ تباع بالسوق، فأخذها، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! ابتَعْ هذه فتجمَّل بها للعيد، وللوفد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما هذه لباس من لا خلاق له"، قال: فلبث عمر ما شاء الله، ثم أرسل