(٤/ ٨٦)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات (٦/ ٣٧٨)، وقال: "ربما أغرب"، وقال الذهبي في السير (٩/ ٣١٧): "هو صالح الحديث، وما علمت لأحد فيه جرحا"، قلت: هو كثير التفرد عن المشاهير، وله مناكير وغرائب، وهذا منها.
• وله طريق أخرى شديدة الضعف: أخرجها أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ١٧٢/ ٢٩٢)، والبيهقي في السُّنن (٣/ ٢٨٠)، وفي المعرفة (٣/ ٣١/ ١٨٧٥)، والبغوي في الشمائل (٧٧١).
° والمحفوظ في هذا: ما رواه ابن جريج، قال: أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلبس في كل يوم عيد بردًا له من حبرة.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٠٤/ ٥٣٣١).
قال ابن رجب في الفتح (٥/ ٣٧٢): "وهذا المرسل أشبه".
قلت: وهذا مرسل أو معضل؛ وأبو جعفر هذا هو: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وروايته عن أكثر الصحابة مرسلة.
٨ - وروى عنبسة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن الأسود أو ابن أبي الأسود، عن أنس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجدَّ ثوبًا لبسه يوم الجمعة.
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (١/ ٣٤٧)، وفي أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ١٠٣/ ٢٥٧) و (٤/ ٩٩/ ٨٠٧)، وابن المقرئ في المعجم (٤٨٠)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٣٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (٤/ ١٣٧)، وفي المتفق والمفترق (٢/ ٨٨٤/ ٥٣٠)، والبغوي في شرح السنَّة (١٢/ ٤٣/ ٣١١٤)، وفي الشمائل (٧٨٨)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٦٨٢/ ١١٣٤).
من طرق فيها جماعة من المتروكين والمجهولين، إلى عنبسة، فمنهم من يرويه هكذا على الشك، ومنهم من يرويه عنه عن عبد الله بن أبي الأسود عن أنس، ومنهم من يرويه عنه عن عبد الله بن الأسود عن أنس، ومنهم من رواه عن عنبسة عن أبان عن أنس.
قلت: هو حديث باطل؛ عنبسة بن عبد الرحمن الأموي: متروك، منكر الحديث، قال أبو حاتم: "كان يضع الحديث"، واتهمه أيضًا: الأزدي وابن حبان [التهذيب (٣/ ٣٣٣)].
• وفيه أيضًا حديث لأبي داود يأتي في كتاب اللباس برقم (٤٠٧٣)، إن شاء الله تعالى.
° وفي الجملة فإن لبس أحسن الثياب للتجمل للجمعة والعيد كان أمرا معتادا بين الصحابة، فقد روى ابن أبي شيبة (١/ ٤٨١/ ٥٥٥١)، قال: حدثنا عبيد الله، قال: أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن ابن أبي ليلى، قال: أدركت أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، من أصحاب بدر، وأصحاب الشجرة، إذا كان يوم الجمعة لبسوا أحسن ثيابهم، وإن كان عندهم طيب مسوا منه، ثم راحوا إلى الجمعة.
وإسناده صحيح.