• خالف سفيانَ بن وكيع: عيسى بن شاذان القطان [ثقة حافظ]، وحفص بن عمر بن الصباح الرقي، المعروف بسنجة ألف [صدوق، ليس بمتقن. تقدمت ترجمته مرارًا، آخرها تحت الحديث رقم (١٠٥٦)]، وأبو إسحاق إبراهيم بن فهد [هو: ابن حكيم الساجي البصري: ضعيف. اللسان (١/ ٣٣٣)]، وأبو عبد الرحمن عبيد بن أحمد بن الحكم القزاز البصري [قال الدارقطني: ليس له ذكر. سؤالات الحاكم (١٥٢)]، قالوا:
حدثنا عبد الله بن رجاء [هو الغداني: صدوق]، قال: حدثنا أبو حفص بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى جذع، فلما وُضِع المنبر حنَّ إليه الجذع، فأتاه فمسحه، فسكن [لفظ ابن شاذان].
أخرجه ابن قانع في المعجم (٢/ ٨٣)، وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى (١/ ق ١٢٣)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٥٦) و (٦/ ٦٦)، وفي الاعتقاد (٢٧٠)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٣١٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥١/ ٢١٥).
قلت: وهذه الرواية هي الصواب؛ فإن الحديث لا يُعرف من حديث عبيد الله بن عمر العمري، إذ لو كان من حديثه لطارت به الركبان، وانتشر في الأمصار، ولتداولته دواوين السُّنَّة المشهورة، وليس في الرواية المحفوظة قصة تميم الداري في صنع المنبر، ويزيد ذلك تأكيدًا:
• ما أخرجه البخاري في الصحيح (٣٥٨٣)، قال: حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان: حدثنا أبو حفص - واسمه: عمر بن العلاء -، أخو أبي عمرو بن العلاء، قال: سمعت نافعًا، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحوَّل إليه، فحنَّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه.
وقال عبد الحميد: أخبرنا عثمان بن عمر: أخبرنا معاذ بن العلاء، عن نافع بهذا.
ورواه أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. أ. هـ.
قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٢/ ٢٨٧/ ١٤٦٢): "وعبد الحميد: هو عبد بن حميد الكسي، ولم يذكر له البخاري غير هذا، وما سمعه، وأخرجه أيضًا تعليقًا، فقال: ورواه أبو عاصم عن عبد العزيز بن أبي رواد؛ يعني: عن نافع في حديث الجذع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أسن وكبر، قيل: ألا تتخذ لك منبرًا؟ ... الحديث، وفيه: فلما صعد حن الجذع، فنزل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه، وسارَّه بشيء، وليس لعبد العزيز بن أبي رواد في الصحيح عن نافع عن ابن عمر غير هذا، الذي أخرجه عنه تعليقًا".
وممن قال بأن عبد الحميد هذا هو عبد بن حميد: ابن السكن، وأبو مسعود الدمشقي، والمزي، والذهبي، وابن حجر [ألقاب الصحابة والتابعين (٧٧)، تحفة الأشراف (٦/ ٢٣٣ / ٨٤٤٩)، السير (١٢/ ٢٣٥)، تغليق التعليق (٤/ ٥٢)].
قال ابن حجر في التغليق (٤/ ٥٢): "أما حديث عبد الحميد، وهو عبد بن حميد الحافظ المشهور، وقد رواه عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ عن عثمان بن عمر أيضًا".