حديثه عن نافع عن ابن عمر [التهذيب (٢/ ٥٨٥)، مسائل ابن هانئ (٢١٨١ و ٢٣٢٧)، المجروحين (٢/ ١١٩)].
قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين (٢/ ٢٨٧): "وليس لعبد العزيز بن أبي رواد في الصحيح عن نافع عن ابن عمر غير هذا الذي أخرجه عنه تعليقًا".
قلت: علقه البخاري فذكر الإسناد دون المتن، إشارة إلى مطلق المتابعة، وأن أبا حفص بن العلاء لم ينفرد بهذا الحديث عن نافع، بل تابعه عليه: أخوه معاذ، وابن أبي رواد [كما سيأتي بيانه]، ولا يعني ذلك أن ابن أبي رواد أصاب في المتن الذي رواه، لكنه أصاب في إسناده، وفي بعض متنه، وأما ما زاده على غيره فلا يقبل منه، والله أعلم.
فروايته هذه شاذة بذكر تميم الداري في قصة المنبر، والله أعلم.
وقد روي بالقصتين من وجهين آخرين، ولا يصحان:
١ - روى أبو بكر أحمد بن عمرو بن جابر [ثقة حافظ. تاريخ دمشق (٥/ ١٠٢)، السير (١٥/ ٤٦١)، الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٤٤٤)]: نا أبو عمر عبد العزيز بن الحسن بن بكر بن عبد الله بن عطاء بن الشرود: حدثني أبي، عن جدي: نا مالك، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما كبُرَ وسَنَّ وثقُلَ، قال له تميم الداري: يا رسول الله! ألا أجعل لك منبرًا أتكئ عليه ما شئتَ، أوَ أفعلُ؟ فجعل له مرقاته بموضعٍ لمجلسه الذي يجلس عليه، فلما صعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان قبل ذلك يستند إلى جذع من سواري المسجد، وكانت السواري من جذوع السعف من جريد، فصرخت الساربة صرختين شديدتين حتى سمعها الناس، فنزل عند ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالتزمها، وقال لها شيئًا ما يُدرى ما هو؟ فسكنت.
أخرجه ابن المظفر في غرائب مالك (٦١).
قلت: هذا حديث باطل من حديث مالك بن أنس، تفرد به عنه: بكر بن عبد الله بن عطاء بن الشرود، يقال له: بكر بن الشرود، وهو: منكر الحديث، كذبه ابن معين، وعامة حديثه غير محفوظ [انظر: اللسان (٢/ ٣٤٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ١٤٩)، الكامل (٢/ ٢٦)، المجروحين (١/ ١٩٦)، وغيرها]، وسئل الدارقطني عن عبد العزيز بن بكر بن الشرود؟ فقال:"هو وأبوه وجده: ضعفاء" [سؤالات السلمي (٢٠٢)، الإرشاد (١/ ٢٧٩)، اللسان (٥/ ١٩٦)].
٢ - وروى محمد بن هارون بن حميد [ابن المجدَّر: وثقه الخطيب. معجم شيوخ الأسماعيلي (١/ ٤٤٠)، تاريخ بغداد (٤/ ٥٦٧)، تاريخ الإسلام (٢٣/ ٤٤٥)]: نا سفيان بن وكيع [ضعيف، واتُّهم]: نا عبد الله بن رجاء، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن تميمًا الداري قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا أتخذ لك منبرًا تكلمُ الناسَ عليه؟ فاتخذ له منبرًا له أربع قوائم، فلما صعد حنَّ الجذع الذي كان يخطب إليه، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه حتى سكن.