فقال الحسن: يا عباد الله المسلمين! الخشبة تحنُّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقًا إليه لمكانه إليها، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه.
ومن طريق الطبراني: أخرجه الضياء في المختارة (٥/ ٢٢٩/ ١٨٦١).
• ثم رواه الطبراني من وجه آخر فقال في الأوسط (٤/ ٦٨ / ٣٦٣١) أيضًا: حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي [وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (٩/ ١١٩)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١٥٨)]، قال: نا يحيى بن محمد بن السكن، قال: نا حبان بن هلال، قال: نا يزيد بن إبراهيم التستري، قال: نا الحسن، عن أنس بن مالك، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب إلى جذع، فلما اتخد المنبر حنَّ الجذع، فنزل إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحتضنه، فسكن.
ثم قال الطبراني في الموضعين: "لم يرو هذا الحديث عن يزيد بن إبراهيم إلا حبان بن هلال، تفرد به: يحيى بن محمد بن السكن".
قلت: اللفظ الأول أقرب للصواب، وهو إسناد بصري صحيح، غريب من حديث يزيد التستري.
• ورُوي أيضًا من حديث جرير بن حازم، وهو غريب جدًّا من حديثه:
رواه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٥٨ / ٧٤٤١)، قال: حدثنا محمد بن أبان [أبو مسلم الأصبهاني المديني: ثقة. طبقات المحدثين (٤/ ٥٤)، تاريخ أصبهان (٢/ ٢٠٤)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ٢٣٥)]: نا أيوب بن حسان الواسطي [الدقاق: صدوق. التهذيب (١/ ٢٠٢)]: ثنا موسى بن إسماعيل الجبلي: ثنا جرير بن حازم [ثقة، من أصحاب الحسن]، عن الحسن، عن أنس بن مالك؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب إلى خشبة، فلما اتخذ المنبر ذهب ليصعد؛ فحنت الخشبة، فنزل فمسها، فسكنت.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن إلا جرير بن حازم، ولا عن جرير إلا موسى بن إسماعيل".
قلت: موسى بن إسماعيل الجَبُّلي [بفتح الجيم وضم الباء المشددة المنقوطة بنقطة واحدة. الأنساب (٢/ ٢٠)]؛ قال أبو حاتم: "صالح الحديث، ليس به بأس" [الجرح والتعديل (٨/ ١٣٦)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٤١٤)]، وقد وجدته يروي عن جرير بن حازم بواسطة ابن المبارك وغيره [انظر: مسند البزار (٤/ ١٢٥/ ١٢٩٧)].
فهو حديث غريب جدًّا من حديث جرير بن حازم البصري، تفرد به أهل واسط.
• خالفهم: الصعق بن حزن [صدوق]، وحبيب بن الشهيد [ثقة ثبت]:
فروياه عن الحسن بنحوه مرسلًا.
أخرجه الدارمي (٣٨)، وأبو سعيد المفضل الجندي في فضائل المدينة (٤٩)، وانظر: المختارة (٥/ ٣٩).
قلت: الموصول صحيح، وهو محفوظ من حديث أنس من الطريقين السابقين، والله أعلم.