سمعت أنس بن مالك]، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم يوم الجمعة، يسند ظهره إلى سارية من خشب أو جذع أو نخلة - شك المبارك -، فلما كثر الناس، قال:"ابنوا لي منبرًا"، فبنوا له المنبر [له عتبتان]، فتحول إليه، حنت الخشبة حنين الواله، فما زالت حتى نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فأتاها فاحتضنها، فسكنت.
وكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله! الخشبة تحنُّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شوقًا إليه بمكانه من الله - عو وجل -، وأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه.
قال أبو بكر بن خزيمة:"الواله: يريد المرأة إذا مات لها ولد".
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ١٣٩/ ١٧٧٦)، وابن حبان (١٤/ ٤٣٦/ ٦٥٠٧)، وأحمد (٣/ ٢٢٦)، وابن المبارك في مسنده (٤٨)، وفي الزهد (١٠٢١)، والبزار (١٣/ ٢٠٧/ ٦٦٧٦)، وأبو يعلى (٥/ ١٤٢/ ٢٧٥٦)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (٣٣٤١)، وابن الأعرابي في المعجم (٣/ ١٠٤٩/ ٢٢٥٧)، والآجري في الشريعة (٤/ ١٠٦٩/١٥٨٤) و (٤/ ١٥٨٥/ ١٠٧٠)، وأبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٣٨)(١٠٥٧ - المخلصيات)، وفي المنتقى من سبعة أجزاء من حديثه (١٣)(٣٠٥٢ - المخلصيات)، وفي المجلس السابع من جزء فيه سبعة مجالس من أماليه (٨٢)(٣١٧٦ - المخلصيات)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (٤/ ٧٩٩/ ١٤٧٣)، وابن بشران في الأمالي (١٢٣٥)، والبيهقي في الدلائل (٢/ ٥٥٩)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢/ ١٢١٢/ ٢٣٨٤)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٤٨٥)، وإسماعيل الأصبهاني في الدلائل (٢٣).
قال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس؛ إلا مبارك وسالم الخياط".
قلت: وهذا إسناد بصري جيد؛ الحسن البصري سمع أنس بن مالك، قاله أحمد وأبو حاتم [المراسيل (١٥١ و ١٥٣)]، والمبارك بن فضالة: صدوق، لازم الحسن بضع عشرة سنة، مكثر عنه، وقد صرح ابن فضالة بالسماع، فانتفت شبهة تدليسه، وكان الأئمة يحتجون به إذا قال: حدثنا، وقال أحمد:"ما روى عن الحسن يحتج به" [التهذيب (٤/ ١٨)]، وصحح حديثه هذا: ابن خزيمة وابن حبان.
• قال الطبراني في الأوسط (٢/ ١٠٨/ ١٤٠٨): حدثنا أحمد [هو: أحمد بن محمد بن صدقة: حافظ ضابط متقن. تاريخ بغداد (٥/ ٤٠)، السير (١٤/ ٨٣)]، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن السكن [بصري، سكن بغداد: ثقة]، قال: حدثنا حَبان بن هلال [بصري، ثقة ثبت]، عن يزيد بن إبراهيم التستري [بصري، ثقة ثبت]، قال: سمعت الحسن، يقول: أخبرني أنس بن مالك؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة مسندًا ظهره إلى خشبة، فلما كثر الناس، قال:"ابنوا لي منبرًا"، فبنوا له منبرًا، إنما كان عتبتين، فلما تحوَّل من الخشبة إلى المنبر، حنَّت الخشبة، قال أنس: فسمعتُ الخشبة والله، حنت حنين الناقة الوالهة، حتى نزل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر، فاحتضنها فسكتت.