الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس: حدثني قتادة، ويزيد الرقاشي، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، وشبك لحيته بأصابعه.
أخرجه الدارقطني (١/ ١٥٢).
٢ - وخالفه: الوليد بن مسلم [ثقة مدلس، من أثبت أصحاب الأوزاعي، وقد صرح بالتحديث في طبقات السند]، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة [ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج [ثقة]:
قال ثلاثتهم: حدثنا الأوزاعي، حدثني عبد الواحد بن قيس، عن قتادة ويزيد الرقاشي [لم يذكر أبو المغيرة في روايته: قتادة، قال: عن يزيد، وحده،: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك، وشبك لحيته بأصابعه. هكذا مرسلًا.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٤/ ٤٦١/ ١١٤١٩)، والدارقطني (١/ ١٥٢)، والبيهقي (١/ ٥٥).
قال الدارقطني: "والمرسل هو الصواب".
وعبد الواحد بن قيس: ليس بالقوي، وهو دمشقي في رواية الأوزاعي عنه استقامة [التهذيب (٥/ ٣٣٩)].
وهو هنا قد وافق الثقات -في المحفوظ عنه عن نافع- في روايته موقوفًا على ابن عمر، قال ابن حبان في المجروحين (٢/ ١٥٣): "ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلا يجوز الاحتجاج بما خالف الثقات، فإن اعتبر معتبر بحديثه الذي لم يخالف الأثبات فيه فحسن" وهذا منه.
وأما قول أبي حاتم لما سأله ابنه عن رواية ابن أبي العشرين المرفوعة عن ابن عمر، قال: "روى هذا الحديث: الوليد عن الأوزاعي عن عبد الواحد عن يزيد الرقاشي وقتادة قالا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أشبه" [العلل (١/ ٥٨/٣١)].
• فلا يمنع هذا من صحة الموقوف، وأن كلا الوجهين صحيح عن عبد الواحد بن قيس: موقوف ابن عمر، ومرسل يزيد وقتادة، فقد رواهما جميعًا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وهو ثقة يعتمد على حفظه، إضافة إلى بقية الدلائل التي سبق بيانها. والله أعلم.
وقد أشار الدارقطني إلى من روى هذا الحديث عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعًا، وقد تقدم في أول هذا البحث، وكأنه يعله به، فالله أعلم.
وقد روي موقوفًا أيضًا على ابن عمر من طرق أخرى: انظر: مصنف ابن أبي شيبة (١/ ٢٠/ ١١٥) و (٧/ ٣١٨/ ٣٦٤٦٠)، العلل ومعرفة الرجال (١/ ٤٧٠/ ١٠٨٦)، جامع البيان (٤/ ٤٥٩/ ١١٣٨٨ - ١١٣٩٢).
وقال عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ١٧٣): "والصحيح أنه من فعل ابن عمر غير مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -".
وانظر: تعقب ابن القطان الفاسي له في بيان الوهم (٣/ ٣٦٤/ ١١٠٨)، وليس بشيء، وانظر: رد ابن دقيق العيد عليه في الإمام (١/ ٤٩٨).