بعد ما زالت الشمس؛ إسناده صحيح [أخرجه ابن سعد في الطبقات (٦/ ٣١٤)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ١١)، وابن المنذر (٢/ ٣٥١/ ٩٨٦)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢٠٨)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٤٧٥/ ١٦٨٨)، وابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٥٦)، وإسناده صحيح].
وروى أيضًا [ابن أبي شيبة (١/ ٤٤٥/ ٥١٤٤)] من طريق أبي رزين، قال: كنا نصلي مع علي الجمعة فأحيانًا نجد فيئًا وأحيانًا لا نجد؛ وهذا محمول على المبادرة عند الزوال أو التأخير قليلًا [أخرجه أيضًا: ابن المنذر (٢/ ٣٥١/ ٩٨٧)، وإسناده صحيح].
وأما النعمان بن بشير: فروى ابن أبي شيبة [(١/ ٤٤٥/ ٥١٤٥)] بإسناد صحيح عن سماك بن حرب قال: كان النعمان بن بشير يصلي بنا الجمعة بعد ما تزول الشمس، قلت: وكان النعمان أميرًا على الكوفة في أول خلافة يزيد بن معاوية [أخرجه أيضًا: ابن المنذر (٢/ ٣٥٢/ ٩٩٣)، وإسناده صحيح].
وأما عمرو بن حريث: فأخرجه ابن أبي شيبة [(١/ ٤٤٥/ ٥١٤٦)] أيضًا من طريق الوليد بن العيزار، قال: ما رأيت إمامًا كان أحسن صلاة للجمعة من عمرو بن حريث، فكان يصليها إذا زالت الشمس؛ إسناده صحيح أيضًا، وكان عمرو ينوب عن زياد وعن ولده في الكوفة أيضًا [أخرجه أيضًا: ابن المنذر (٢/ ٣٥٢/ ٩٩٢)].
وأما ما يعارض ذلك عن الصحابة: فروى ابن أبي شيبة [(١/ ٤٤٤/ ٥١٣٤)] من طريق عبد الله بن سلمة - وهو بكسر اللام - قال: صلى بنا عبد الله - يعني: ابن مسعود - الجمعة ضحى، وقال: خشيت عليكم الحر، وعبد الله: صدوق إلا أنه ممن تغير لما كبر، قاله شعبة وغيره [أخرجه أيضًا: الشافعي في الأم (٧/ ١٨٥)، وابن المنذر (٢/ ١٠٠/ ٦٢٨) و (٢/ ٣٥٤/ ٩٩٧)، والطحاوي في أحكام القرآن (٢٠٦)، وابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٥٥)، وآفته عبد الله بن سلمة، وتقدمت ترجمته عند الحديث رقم (٢٢٩)، فلا يثبت هذا الأثر، ولا يحتج به على خلاف صحيح الحديث والأثر].
و [ابن أبي شيبة (١/ ٤٤٥/ ٥١٣٥) و (١/ ٤٧٦/ ٥٥٠١) و (٦/ ١٨٧ / ٣٠٥٥٦)، من طريق سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية الجمعة ضحى، وسعيد ذكره ابن عدي في الضعفاء" انتهى كلام الحافظ، وما بين المعكوفين لذكر مصادر التخريج والتعقيب من كلامي.
قلت: وأثر معاوية رواه أيضًا: البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٤٧٧)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٣/ ٣٢٧)، وابن المنذر (٢/ ٣٥٤ / ٩٩٨)(٣/ ٤٨/ ٩٩٢ - ط. الفلاح)[لكن وقع عنده: سويد بن سعيد، انقلب اسمه]. وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢١/ ١٠٠) و (٥٩/ ١٥٠).
قال البخاري: "ولا يتابع عليه"، واكتفى ابن عدي بإيراد كلام البخاري فيه لما ترجم لسعيد بن سويد في كامله (٥/ ٥٤٤ - ط. الرشد)، وكأنه لم ير له شيئًا مرفوعًا يذكره له، مما يدل على جهالته، وقلة مروياته [انظر: اللسان (٤/ ٥٨)].