عثمان وكثُرَ الناسُ؛ أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأُذِّن به على الزَّوْراء، فثبت الأمر على ذلك.
وفي رواية: كان النداء يوم الجمعة أوَّلُه إذا جلس الامام على المنبر على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر - رضي الله عنهما -، فلما كان عثمان - رضي الله عنه - وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء.
وفي أخرى: وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.
وهو حديث صحيح، تقدم برقم (١٠٨٧)، وقد أخرجه البخاري (٩١٢ و ٩١٣ و ٩١٥ وهذا أصح وأصرح ما في الباب.
* ويمكن أن يستدل له أيضًا بحديث جابر في قصة حنين الجذع:
فقد روى عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -؛ أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله! ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه، فإن لي غلامًا نجارًا، قال:"إن شئتِ"، قال: فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صُنِع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها، حتى كادت أن تنشقَّ، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها، فضمها إليه، فجعلت تئنُّ أنين الصبي الذي يسكَّت، حتى استقرَّت، قال:"بكت على ما كانت تسمع من الذكر".
أخرجه البخاري (٢٠٩٥)، وتقدم تحت الحديث رقم (١٠٨٠).
* وله شاهد من حديث إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، في قصة حنين الجذع، وتقدم تحت الحديث رقم (١٠٨١).
* وروى هذا المعنى أيضًا:
• مصعب بن سلام، عن هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج يوم الجمعة فقعد على المنبر أذن بلال.
وهو حديث ضعيف، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٠٩٠).
•• وروي من حديث سعيد بن حاطب، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج فيجلس على المنبر يوم الجمعة، ثم يؤذِّن المؤذِّن، فإذا فرغ قام فخطب [أخرجه ابن منده في معرفة الصحابة (٢/ ٤٥٢ - أسد الغابة)(٢/ ٧٢٦/ ٤١٧٠ - جامع المسانيد والسنن)(٣/ ١٠٠ - الإصابة)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٢٩٨/ ٣٢٥٨)] [قال ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٧٧) عن سعيد بن حاطب: "روى عنه صالح بن صالح بن حي الهمداني والد الحسن بن صالح، وليس يصح له عندي صحبة، فلذلك أدخلناه في كتاب التابعين، وقد وهم من زعم أن له صحبة"].