علمت ما فيه [راجع بيان الوهم (٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦) ففيه فائدة تركت ذكرها لعدم حاجتي إليها هنا].
قال الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (١٣/ ١٧٧): "وأظنه غلطًا من أحمد بن عبد الرحمن، فقد حدث به عنه محمد بن الربيع الجيزي في كتاب "الصحابة الذين نزلوا مصر"، فلم يذكر غير ابن لهيعة، وأخرجه من طرقٍ عن ابن لهيعة، وعن يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم: كلاهما عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده، نعم رواية ابن وهب له مما تقويه؛ لأنه سمع من ابن لهيعة قديمًا" [وانظر: الإمام (١/ ٦١٢)].
قلت: رواه أيضًا عن ابن لهيعة من القدماء: أبو عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، والعبادلة سماعهم من ابن لهيعة صحيح، إلا أن ابن لهيعة ضعيف مطلقًا سواء من رواية العبادلة عنه أو غيرهم، وإنما يعتبر بما رواه عنه العبادلة، فلا يحتج بما انفرد به، لكن إذا توبع قبلت روايته، وإذا انفرد رُدَّت روايته، وهو هنا قد انفرد بهذا الحديث بهذا اللفظ، كما قال الترمذي والبزار، ولم يتابع عليه:
فالحديث ضعيف، لأجل تفرد ابن لهيعة به، وهو ضعيف، والله أعلم.
قال النووي في المجموع (١/ ٤٨٦): "وهو حديث ضعيف؛ فإنه من رواية عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف عند أهل الحديث".
• ومما جاء في تخليل الأصابع:
١ - حديث لقيط بن صبرة، قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني عن الوضوء؟ قال: "أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا".
تقدم برقم (١٤٢)، وهو حديث صحيح.
٢ - حديث عثمان: والشاهد منه قوله: وخلل أصابع قدميه ثلاثًا.
تقدم برقم (١١٠)، وهو حديث منكر.
٣ - حديث أبي بكرة: والشاهد منه قوله: وخلل بين أصابع رجله.
وقد تقدم تحت الحديث رقم (١٤٥)، الشاهد رقم (٤)، وهو حديث غريب.
٤ - حديث أبي أيوب: والشاهد منه قوله: "وأما تخليل الوضوء: فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع".
وقد تقدم تحت الحديث رقم (١٤٥)، الشاهد رقم (٨)، وهو حديث منكر.
٥ - حديث أنس: مرفوعًا بلفظ: "حبذا المتخللون من أمتي".
وقد تقدم تحت الحديث رقم (١٤٥)، الطريق العاشرة، وهو غريب، مع ضعفه وانقطاعه.
٦ - حديث وائل بن حجر: والشاهد منه قوله: ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثًا، وخلل أصابعها، وجاوز بالماء الكعب، ورفع في الساق الماء، ثم فعل في اليسرى مثل ذلك.
وقد تقدم تحت الحديث رقم (١٤٥)، الشاهد رقم (٥)، وهو حديث منكر.