وقال البزار: "وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا ابن عمر، ولا نعرفه إلا من رواية ابن إسحاق وحده".
وقال البيهقي في السنن: "هذا الحديث يعد في أفراد محمد بن إسحاق بن يسار، وقد روي من وجه آخر عن نافع".
وقال أيضًا: "ولا يثبت رفع هذا الحديث، والمشهور عن ابن عمر من قوله".
وقال في المعرفة: "وقد روى محمد بن إسحاق هذا الحديث عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا، والموقوف أصح".
وتبعه على ذلك النووي في الخلاصة (٢/ ٧٩١/ ٢٧٧٧)، وفي المجموع (٤/ ٤٦٦)، وقال: "والصواب أنه موقوف، كما قاله البيهقى".
* قلت: خالفه فأوقفه:
ابن جريج [ثقة فقيه]، فرواه عن نافع، قال: كان ابن عمر يحصب الذين ينامون والإمام يخطب.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٥٣/ ٥٥٥٠).
وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
* وصح موقوفًا من وجه آخر عن ابن عمر:
الشافعي، وابن أبي شيبة:
عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار: كان ابن عمر يقول للرجل إذا نعس يوم الجمعة والإمام يخطب؛ أن يتحول منه.
ولفظ ابن أبي شيبة: عن ابن عمر قال: إذا نعست يوم الجمعة والإمام يخطب فتحول.
أخرجه الشافعي في الأم (١/ ١٩٨)، وفي المسند (٦٤)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٥٤/ ٥٢٤٨)، والبيهقي في السنن (٣/ ٢٣٧)، وفي المعرفة (٢/ ٥٢٠/ ١٧٩٤).
وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط الشيخين.
* ولا يضره ما رواه ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار، قال: أخبرني مالك بن أبي سهم أنه نعس والإمام يخطب، قال: فإما أشار إليه ابن عمر، وإما أومأ إليه ابن عمر، أن يقوم من مقامه ذلك، فيؤخر منه.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٥٢/ ٥٥٤٦).
فإنه يحتمل أن يكون عمرو بن دينار شهد الواقعة فرواها، ثم لقي مالك بن أبي سهم فسأله عما جرى بينه وبين ابن عمر فأخبره، واللَّه أعلم.
ومالك بن أبي سهم: رجل لا يُعرف إلا بهذه الواقعة التي وقعت بينه وبين ابن عمر [التاريخ الكبير (٧/ ٣٠٨)، الجرح والتعديل (٨/ ٢١٠)، الثقات (٥/ ٣٨٨)].