* وقد روي مرفوعًا من وجه آخر، من حديث سمرة بن جندب:
رواه إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن سمرة بن جندب؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة فليتحول إلى مكان [وفي رواية: مقعد] صاحبه، ويتحول صاحبه إلى مكانه [وفي رواية: مقعده] "، قيل لإسماعيل: والإمام يخطب؟ قال: نعم.
أخرجه البزار (١٠/ ٤٤٥/ ٤٦٠١)، والبيهقي (٣/ ٢٣٨).
قال البزار بعد أن روى أحاديث بهذا الإسناد: "وأحاديث إسماعيل بن مسلم لا نعلم رواها عن الحسن غيره".
وقال البيهقي: "إسماعيل بن مسلم هذا غير قوي".
° وقد سبق تحقيق القول في سماع الحسن من سمرة عند الحديث رقم (٣٥٤) [وراجع أيضًا: الأحاديث رقم (٢٧) و (٧٧٧ - ٧٨٠)]، وخلاصة ما قلت هناك: أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة، والباقي كتاب غير مسموع؛ إلا أنه وجادة صحيحة معمول بها عند الأئمة.
وعليه: فإنه إذا صح الإسناد إلى الحسن البصري؛ فحديثه عن سمرة محمول على الاتصال، وهو صحيح.
لكن هذا الحديث تفرد به عن الحسن: إسماعيل بن مسلم المكي، وهو: ضعيف، قال أحمد: "منكر الحديث"، وعنده عجائب، يروي عن الثقات المناكير، وقد تركه ابن مهدي والقطان والنسائي وغيرهم [العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٣٥٢/ ٢٥٥٦)، ضعفاء العقيلي (١/ ٩٢)، الكامل (١/ ٢٨٣)، التهذيب (١/ ١٦٧)].
• وله طريق أخرى عن سمرة، كتاب بنيه:
يرويها محمد بن إبراهيم بن خبيب، وسليمان بن موسى، ويوسف بن خالد السمتي:
عن جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا نعس أحدكم في الجمعة فليتحول عن مقعده [في مكان آخر] ".
أخرجه البزار (١٠/ ٤٥٤/ ٤٦٢٤)، والطبراني في الكبير (٧/ ٢٤٧/ ٧٠٠٣ و ٧٠٠٤).
وقد تقدم الكلام عن رجال هذه الأسانيد عند الحديث رقم (٩٧٥)، وقلت هناك بأنه: إسناد جيد في المتابعات.
وانظر أيضًا ما تقدم برقم (٦٧٥ و ٨٤٥ و ١٠٠١ و ١٠٥٧).
* وقد سبق تفصيل الكلام عن إسناد صحيفة سمرة عند الحديث السابق برقم (٤٥٦)، وذكرت هناك كلام العلماء في هذه الصحيفة وإسنادها.
والحاصل: أن الذي يترجح عندي في هذا الإسناد -واللَّه أعلم-: أنه إسناد صالح في الشواهد والمتابعات، لا ينهض على انفراده بإثبات حكم، أو تثبت به سنة، فإن جاء بمخالفة ما صح فهو منكر.