للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن رجب في الفتح (٤/ ٢٨٠): "ليس في هذه الرواية دليل على جواز الائتمام من وراء جدار يحول بين المأموم وبين رؤية إمامه؛ فإن في هذا التصريح بأن جدار الحجرة كان قصيرًا، وأنهم كانوا يرون منه شخص النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومثل هذا الجدار لا يمنع الاقتداء، لكن روى هذا الحديث هشيم عن يحيى بن سعيد، فاختصر الحديث".

* وحديث أنس المجمل الذي أشار إليه البيهقي:

قد رواه يزيد بن هارون، وابن أبي عدي، وخالد بن الحارث، وخالد بن عبد اللَّه الواسطي الطحان، وبشر بن المفضل، والمعتمر بن سليمان:

عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى ذات ليلة في حجرته، فسمع الناس صوته، فلما كانت الليلة الثانية جاء ناس فصلوا بصلاته، فخفف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم انصرف، فلما أصبحوا قالوا: يا رسول اللَّه! صلينا معك الليلة، ونحن نحبُّ أن تمدَّ في قراءتك، فقال: "قد علمت بمكانكم، وعمدًا فعلت ذلك". لفظ يزيد في رواية عنه مفصلًا.

ولفظ الجماعة مجمل، نحو: أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي ذات ليلة في حجرته، فأتاه ناس من أصحابه، فصلوا بصلاته فخفَّف، ثم دخل البيت، ثم خرج، فصنع ذلك مرارًا، كل ذلك يصلي ويدخل، فلما أصبحوا، قالوا: يا رسول اللَّه! صلينا معك ونحن نحب أن تمد في صلاتك، فقال: "قد علمت بمكانكم، وعمدًا فعلت ذلك".

وقال المعتمر: سمعت حميدًا: ثنا أنس [عند ابن خزيمة].

أخرجه ابن خزيمة (٣/ ١٦٢٧/ ٦١)، وأحمد (٣/ ١٠٣ و ١٩٩)، وعبد بن حميد (١٤٠٩)، والبزار (١٣/ ١٥٩/ ٦٥٧٤)، وأبو يعلى (٦/ ٤٠١/ ٣٧٥٥) و (٦/ ٤٦٠/ ٣٨٥٩) [واللفظ له]. والبيهقي (٣/ ١١٠).

وهو حديث صحيح.

وقد روى هذه القصة زيد بن ثابت، بنحو من حديث عائشة:

رواه عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند: حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن عبيد اللَّه، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت، قال: احتجر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حجيرة بخصفة، أو حصير، فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-[وفي رواية: من الليل] يصلي فيها، قال: فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلون بصلاته، قال: ثم جاؤوا ليلةً فحضروا، وأبطأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عنهم، قال: فلم يخرج إليهم، [وفي رواية: فتنحنحوا] فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب، فخرج إليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مغضبًا، فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة"، وفي رواية: "أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة".

أخرجه البخاري (٦١١٣)، ومسلم (٧٨١/ ٢١٣)، وتقدم تحت الحديث رقم (١٠٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>