للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ترجم له ابن حبان بقوله: "ذكر البيان بأن هذه اللفظة الأخيرة إنما هي من قول أبي صالح، أدرجه ابن إدريس في الخبر".

وقال الخطيب في المدرج (١/ ٣١١): "هكذا روى عبد اللَّه بن إدريس الأودي هذا الحديث عن سهيل بن أبي صالح، والمرفوع من المتن قوله: "من كان مصليًا بعد الجمعة فليصلِّ أربعًا"، هذه الكلمات حسب هي قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأما ما بعدها من ذكر ركعتين: فهو قول أبي صالح السمان صاحب أبي هريرة، أدرجه عبد اللَّه بن إدريس في حديثه، وقد بيَّن ذلك زهير بن معاوية وحماد بن سلمة في روايتهما عن سهيل هذا الحديث، وميزا قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من قول أبي صالح.

وروى سفيان الثوري، وأبو عوانة، ووهيب بن خالد، وعلي بن عاصم، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وخالد بن عبد اللَّه الواسطي، وزهير بن محمد الخراساني، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني، وجرير بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، والحسن بن صالح بن حي، وورقاء بن عمر، وأبو إسحاق الفزاري، كلهم روى هذا الحديث عن سهيل، فاقتصروا على رواية اللفظ المرفوع، دون كلام أبي صالح".

• قلت: ويؤكد أن الإدراج وقع من ابن إدريس نفسه أنه كان مترددًا في رفع هذه الجملة، فمرة يجعله من قول سهيل مقطوعًا عليه يجزم في ذلك، ومرة يتردد ويقول: "لا أدري هذا من حديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، أم لا"، ومرة يتردد ثم يرجح الرفع، فيقول: "لا أدري هو من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فركعتين في المسجد، وركعتين إذا رجع"؛ إلا أني سمعته موصولًا في الحديث"، ورواه مرات مدرجًا في المرفوع، واللَّه أعلم.

* وقد روي الحديث أيضًا: من حديث مالك عن سهيل، وهو باطل من حديث مالك [أخرجه السهمي في تاريخ جرجان (١٨٣)، والخطيب في المدرج (١/ ٣١٧)] [رواه عن مالك: أصرم بن حوشب، وهو: كذاب خبيث، يضع الحديث على الثقات. اللسان (٢/ ٢١٠)، ورواه عن مالك أيضًا: محمد بن خليد الحنفي، وهو: ضعيف جدًا، يروي المناكير عن المشاهير، ويقلب الأخبار، وششد الموقوف، واتهم. اللسان (٧/ ١٢٣)، سؤالات البرذعي (٢/ ٥١١)، الجرح والتعديل (٧/ ٢٤٨)، ضعفاء العقيلي (٢/ ٢٢٥)، المجروحين (٢/ ٣٠٢)].

• وروي أيضًا: من حديث شعبة عن سهيل، وهو باطل من حديث شعبة [أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣٠١/ ٧٥٥٨)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٢٦٣)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٨٠/ ٥٨٠٢ - أطرافه)] [تفرد به عن شعبة: أبو جابر محمد بن عبد الملك الأزدي البصري، نزيل مكة، قال أبو حاتم: "أدركته، وليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله عن شعبة ما لا يتابع عليه. التهذيب (٣/ ٦٣٥)، اللسان (٧/ ٣١٦)، والمتفرد به عنه: عبد اللَّه بن شبيب أبو سعيد الربعي: أخباري علامة؛ لكنه واهٍ، ذاهب الحديث، وكان يسرق الحديث. الميزان (٢/ ٤٣٨)، اللسان (٤/ ٤٩٩)].

<<  <  ج: ص:  >  >>