للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليها، ولا يُلتفت إلى رواية معمر التي رواها عنه عبد الرزاق في مصنفه في موضعين.

ثم إن الترمذي نفسه قد صحح حديث ابن عيينة هذا عن عمرو بن دينار في جامعه، وقال: "حديث ابن عمر: حديث حسن صحيح"، فكيف يحكي كلام البخاري في إعلاله ثم يخالفه ويصححه، لذلك فإني لست على ثقة بصحة هذا النقل، وقد سبق أن تكلمت على من قام بترتيب علل الترمذي تحت الحديث رقم (٧٢٣)، ومما قلت هناك: أبو طالب محمود بن علي بن أبي طالب القاضي، صاحب التعليقة المشهورة في الخلاف، لم أقف في ثنايا ترجمته على أنه كان مشتهرًا بالحديث، وإنما كان مشتهرًا بالفقه والقضاء، ووصف بأنه كان صاحب فنون، وكان آية في الوعظ [وفيات الأعيان (٥/ ١٧٤)، السير (٢١/ ٢٢٧)، طبقات الشافعية الكبرى (٧/ ٢٨٦)، شذرات الذهب (٤/ ٢٨٤)]، ثم استدللت هناك بأدلة على كون المنقول في ترتيب العلل خطأ محض، فراجعه.

ومما يؤكد خطأ هذا النقل أيضًا: أن الدارقطني لما سئل في العلل (١٣/ ١٦٨/ ٣٠٥٤) عن هذا الحديث قال: "يرويه ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، قاله يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج.

وخالفه: ابن عيينة، فقال: عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، وهو الصواب".

وقال أبو موسى المديني في اللطائف بعد حديث ابن عيينة: "هذا حديث اختلف في إسناده على عمرو، والأصح ما ذكرناه"؛ يعني: حديث ابن عيينة.

وانظر أيضًا: التاريخ الكبير (١/ ٢٨٥/ ٩١٨).

• وممن رواه عن الزهري من المتروكين:

أبو العطوف الجراح بن منهال [وهو: متروك، منكر الحديث، كذبه ابن حبان وغيره. اللسان (٢/ ٤٢٦)] [أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٦٣/ ٦٨٥٥)].

وزكريا بن عيسى [وهو: منكر الحديث. الجرح والتعديل (٣/ ٥٩٧)، اللسان (٣/ ٥١١)] [أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٦٧/ ١٢٦٩) و (٥/ ٨٧/ ٥١٢٣٦)].

* ولحديث ابن عمر في الرواتب أسانيد أخرى:

١ - روى عبد الملك بن الصباح، وروح بن عبادة، وعثمان بن عمر بن فارس، ومروان بن معاوية الفزاري [وهم ثقات]:

عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، عن المغيرة بن سلمان، عن ابن عمر، قال: حفظت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عشر صلوات: ركعتين قبل الصبح، وركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء.

أخرجه النسائي في الكبرى (١/ ٢٣١/ ٣٨٩)، وأحمد (٢/ ٩٩ و ١١٧)، وأبو يعلى (١٠/ ١٥٥/ ٥٧٧٦)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٣٠٦/ ١٤٠٩٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٤/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>