فقالت امرأةٌ: يا رسول اللَّه! إن لم يكنْ لإحداهنَّ ثوبٌ كيف تصنع؟ قال: "تُلبِسها صاحبتُها طائفةً من ثوبها".
* وهم فيه حماد بن سلمة؛ حيث جمع شيوخه على إسناد ولفظ واحد.
أخرجه أبو عوانة (١٨/ ٩٤/ ٢٣٣٨٦ - إتحاف)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٥١/ ١٠٢ و ١٠٤)، وفي الأوسط (١/ ٢٠٨/ ٦٧٠) و (٨/ ٢٢٣/ ٨٤٦٤)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٩٠) (١٩٠ - المخلصيات)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٤٠٣)، والخطيب في المدرج (١/ ٥٢٠).
رواه عن حماد بن سلمة به هكذا: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي [ثقة ثبت] [واللفظ له]، وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني [ثقة فقيه]، وحجاج بن المنهال [ثقة]، وإبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع [صدوق. اللسان (١/ ٣٣٣)]، وكامل بن طلحة الجحدري [لا بأس به] [ولم يذكر فيهم يحيى بن عتيق]، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي [ثقة ثبت] [غير أنه أفرد أيوب من شيوخ حماد].
هكذا جمع حماد بن سلمة شيوخه في هذا الحديث على لفظ واحد، وألفاظهم متقاربة، وقد حمل حديث بعضهم على بعض، وبعض شيوخه في هذا الحديث لم أقف على روايته من غير طريق حماد، مثل: يونس بن عبيد، وحبيب بن الشهيد، ويحيى بن عتيق، وهو مشهور من حديث أيوب، ومن حديث هشام بن حسان، كما سيأتي بيانه.
لكن الذين رووه عن أيوب لم يذكروا قصة الثوب: "تُلبِسها صاحبتُها طائفةً من ثوبها"، لم يذكروه من حديث أيوب عن ابن سيرين، وإنما هو من حديث أيوب عن حفصة، كما سيأتي بيانه.
قال الطبراني في الأوسط (٦٧٠): "لم يرو هذا الحديث عن حبيب ويونس إلا حماد".
وقال أيضًا (٨٤٦٤): "لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن عتيق إلا حماد، تفرد به: إبراهيم بن أبي سويد".
قلت: تابعه موسى بن إسماعيل، وهو: ثقة ثبت.
وقال الخطيب في المدرج: "كذا روى حماد بن سلمة هذا الحديث عن الجماعة الذي سماهم، وفيهم أيوب عن محمد بن سيرين عن أم عطية، وليس جميع المتن عند أيوب عن محمد، وإنما عنده عنه من أوله إلى قوله: دعوة المسلمين، وأما ما بعده فهو عند أيوب عن حفصة بنت سيرين -وهي أخت محمد-، عن امرأة عن امرأة أخرى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.
بيَّن ذلك سليمان بن حرب في روايته هذا الحديث عن حماد بن زيد عن أيوب عن محمد وحفصة، وفصل أحد الحديثين من الآخر.
وكذلك روى سفيان بن عيينة عن أيوب، غير أنه أفرد كل حديث بإسناده، وجعل المتن متنين،. . . ".