فخطبهنَّ، وحثَّهنَّ على الصدقة، قال: فجعلن يطرحنَ القُرطة، والخواتيم، والحلي إلى بلال، قال: ولم يصلِّ قبلَ الصلاة، ولا بعدها.
أخرجه أحمد (٣/ ٣١٤)، والدارقطني (٢/ ٤٧).
وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير: ثقة، ثبت في الأعمش، لكنه قد يهم في حديث غيره، وهو هنا قد تفرد عن جماعة الثقات الذين رووه عن العرزمي بلفظتين: الأولى: وهو متوكى على قوس، والثانية: ولم يصلِّ قبلَ الصلاة، ولا بعدها، أما هذه اللفظة الأخيرة فقد تابعه عليها هشيم بن بشير [وهو: ثقة ثبت][عند السراج]، فإن كانت محفوظة من حديث هشيم؛ وإلا فهي شاذة، وهذه اللفظة مشهورة من حديث عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس [في الصحيحين: البخاري (٩٦٤ و ٩٨٩)، مسلم (٨٨٤/ ١٣)]، ويأتي تخريجه في السنن قريبًا برقم (١١٥٩)، إن شاء اللَّه تعالى، ورويت من حديث جابر من وجهين آخرين، ولا يصحان [عند: العقيلي في الضعفاء (٤/ ٣١٥)، وأبي نعيم في الحلية (٧/ ١٦٤)، والخطيب في التاريخ (٧/ ٢٧٦)].
وأما اللفظة الأولى: فلم أقف على من تابع أبا معاوية عليها، بل قد خالف فيها رواية من هو أحفظ منه وأكثر عددًا، فقد رواه جماعة من الثقات عن العرزمي، مثل: يحيى بن سعيد القطان، ويعلى بن عبيد، وعبد اللَّه بن نمير، ويزيد بن هارون، وزائدة بن قدامة، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وجرير بن عبد الحميد، فقالوا في حديثهم: ثم تام متوكئًا على بلال، ووقع في رواية ابن جريج عن عطاء عن جابر [في الصحيحين]: فأتى النساءَ، فذكَّرهنَّ، وهو يتوكأ على يد بلال، فلو كان خطب الرجال متوكئًا على قوس، لخطب النساء كذلك، ولما احتاج إلى الاتكاء على بلال، وعليه: فإن زيادة أبي معاوية في هذا الحديث: وهو متوكئ على قوس: زيادة شاذة، واللَّه أعلم.
(٢ - ٨) ورواه أيضًا: حصين بن عبد الرحمن السلمي [ثقة]، والفضل بن عطية [لا بأس به]، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى [ليس بالقوي]، وحجاج بن أرطأة [ليس بالقوي، وعنه: يزيد بن هارون، وهو: ثقة متقن، ونصر بن باب، وهو: متروك، كذبه أبو خيثمة]، ويوسف بن ميمون الصباغ [منكر الحديث]، وواسط بن الحارث بن حوشب [عامة أحاديثه لا يتابع عليها. اللسان (٨/ ٣٦٩)، والإسناد إليه لا يصح، والراوي عنه: عبد اللَّه بن خراش بن حوشب، وهو: متروك، منكر الحديث]، وعبد الغفار بن القاسم [رافضي، متروك الحديث، بل كان يضع الحديث. اللسان (٥/ ٢٢٦)]، ومحمد بن عبيد اللَّه العرزمي [متروك، والإسناد إليه ضعيف]:
قال حصين: حدثني عطاء، عن جابر، قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في يوم عيد، فبدأ فصلى، ثم خطب. ولفظ الآخرين مختصر من حديث عبد الملك العرزمي.
أخرجه النسائي في الكبرى (٢/ ٣٠٠/ ١٧٧٨)، وأحمد (٢/ ١٠٨) و (٣/ ٣١٠ و ٣٧٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٩٠/ ٥٦٥٨)، وأبو عمرو السمرقندي في فوائده المنتقاة