قبل الخطبة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس! إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدانِ، فمن أحبَّ أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنتُ له.
قال أبو عبيد: ثم شهدته مع علي بن أبي طالب [وعثمان يومئذ محصور]، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب الناس، فقال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهاكم أن تأكلوا لحوم نسككم فوق ثلاث.
وفي رواية: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يحل لامرئ مسلم أن يصبح في بيته بعد ثلاث من لحم نسكه شيء".
وزاد معمر: بلا أذان ولا إقامة، في المواضع الثلاث.
وهو حديث متفق عليه [البخاري (١٩٩٠ و ٥٥٧١ و ٥٥٧٢ و ٥٥٧٣)، ومسلم (١١٣٧ و ١٩٦٩)]، وزيادة معمر ليست في الصحيحين، وهي عند أحمد وغيره، وهي زيادة محفوظة، وقد أشار ابن عبد البر إلى ذلك حيث قال في التمهيد (١٠/ ٢٤٢): "وأما تقصير مالك في ذكر الأذان والإقامة من حديث ابن شهاب هذا؛ فلا أدري ما وجهه! "، وقد تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٠٧٣).
هذا هو المعروف عن الزهري، ولو كان معروفًا من حديث سالم عن أبيه لطارت به الركبان، واللَّه أعلم.
٢ - حديث أبي رافع:
يرويه يحيى بن عبد الحميد الحماني [صدوق حافظ؛ إلا أنه اتُّهم بسرقة الحديث]: ثنا مندل بن علي، عن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يخرج إلى العيدين ماشيًا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيًا في طريق آخر.
أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٣١٨/ ٩٤٣).
• ورواه فلم يذكر الأذان والإقامة: عبد العزيز بن الخطاب [ثقة]، قال: حدثنا مندل، عن محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يأتي العيد ماشيًا، وبرجع في غير الطريق الذي ابتدأ فيه.
أخرجه ابن ماجه (١٢٩٧ و ١٣٠٠)، والبزار (٩/ ٣٢٦/ ٣٨٨٠).
وهذا حديث منكر؛ محمد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٣/ ٦٣٧)، الميزان (٣/ ٦٣٥)]، وذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين (٤٥١)، ثم قال: "وعبيد اللَّه هذا ليس بصاحب علي، ذاك عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع".
قلت: وعليه؛ فهو منقطع أيضًا؛ فإن رواية عبيد اللَّه بن علي بن أبي رافع عن جده: مرسلة، وهو: لين الحديث، ومندل بن علي: كوفي ضعيف، صاحب غرائب وأفراد [التهذيب (٤/ ١٥٢)]، واللَّه أعلم.
٣ - حديث البراء بن عازب [أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٤٩١/ ٥٦٧٠)] [وفي إسناده مبهم].