ز- ورواه يحيى بن إسحاق [السيلحيني: ثقة]: أخبرنا ابن لهيعة: ثنا الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "التكبير في العيدين: سبعًا قبل القراءة، وخمسًا بعد القراءة".
أخرجه أحمد (٢/ ٣٥٧).
قلت: وهذا حديث منكر بهذا الإسناد والمتن، تفرد به ابن لهيعة.
هكذا اضطرب ابن لهيعة في هذا الحديث، في إسناده ومتنه، والذين اختلفوا عليه كلهم ثقات، بعضهم من أهل بلده، وبعضهم غرباء، وابن لهيعة: ضعيف؛ وهذا الحديث من أمارات ضعفه، وسوء حفظه، واضطرابه في الأسانيد والمتون.
* خالف ابنَ لهيعة: الليثُ بن سعد [ثقة ثبت، حجة إمام]، فرواه عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قوله؛ لم يذكر فوق الزهري أحدًا.
أخرجه جعفر الفريابي في أحكام العيدين (١٢٣).
* وعليه فإن المعروف في هذا عن الزهري إنما هو قوله: من السنة كذا:
فقد رواه عقيل بن خالد، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وابن أخي الزهري، والأوزاعي:
عن ابن شهاب، قال: السُّنَّة في صلاة الفطر والأضحى: أن يكبر الإمام ومن وراءه في الركعة الأولى سبع تكبيراتٍ قبل القراءة، ويقرأ بأم القرآن وسورة من المفصَّل، ويكبر في الركعة الآخرة خمس تكبيراتٍ قبل القراءة، ثم يقرأ بأم القرآن وسورة من المفصَّل. لفظ عقيل، وبنحوه لفظ ابن أخي الزهري.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٩٣/ ٥٦٨٣)، وجعفر الفريابي في أحكام العيدين (١٠٦ - ١٠٨ و ١٢٣).
° قال الترمذي في العلل (١٥٥): "وسألته [يعني: البخاري] عن حديث ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يكبر في الفطر والأضحى؛ في الأولى صغ تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات.
ورواه بعضهم عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؟ فضعَّف هذا الحديث.
قلت له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أعلمه".
وقال الدارقطني في العلل (١٤/ ١١٠/ ٣٤٥٨): "يرويه الزهري وأبو الأسود، واختلف فيه: فأما الزهري: فروى حديثه عبد اللَّه بن لهيعة، واختلف عنه:
فرواه يحيى بن إسحاق السيلحاني، عن ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، قال: بلغنا عن الزهري.
ورواه ابن وهب، وأسد بن موسى، ومحمد بن معاوية، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، ويونس عن الزهري.