عمير بن أنس بن مالك، قال: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، قالوا:. . . فذكروا الحديث بألفاظ متقاربة.
وهذا إسناد صحيح متصل، سمع رواته بعضهم من بعض، وعمومة أبي عمير بن أنس بن مالك: من الصحابة، وجهالتهم لا تضر، وهشيم من أثبت الناس في أبي بشر جعفر بن أبي وحشية، وقد سمع منه هذا الحديث.
وقد احتج به أحمد، وصححه إسحاق بن راهويه، وابن السَّكَن [الفتح لابن رجب (٦/ ١٠٧)، التلخيص (٢/ ٨٧)].
وقال ابن المنذر: "واحتج أحمد بحديث أبي عمير بن أنس. . . "، ثم قال: "وحديث أبي عمير بن أنس: ثابت، والقول به يجب".
واحتج به أيضًا: أبو داود، والنسائي، وانتقاه ابن الجارود.
وقال الدارقطني: "هذا إسناد حسن".
وقال الخطابي في المعالم (١/ ٢١٨) بعد أن أورد حجة من قال بخلاف هذا الحديث على أنها سنة فات محلها فسقط العمل بها، قال: "سنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أولى، وحديث أبي عمير: صحيح؛ فالمصير إليه واجب".
وقال ابن حزم: "هذا مسند صحيح، وأبو عمير مقطوعٌ على أنه لا يخفى عليه من أعمامه من صحت صحبته، ممن لم تصح صحبته، وإنما يكون هذا علة ممن يمكن أن يخفى عليه هذا، والصحابة كلهم عدول -رضي اللَّه عنهم-؛ لثناء اللَّه تعالى عليهم".
وصححه أيضًا: البيهقي، والنووي، وابن حجر، وقد سردت أقوالهم فيما تقدم تحت الحديث رقم (٤٩٨)، وتكلمت هناك على إسناده، وذكرت حجتي في تصحيح هذا الإسناد، والرد في ذلك على المخالف [انظر: فضل الرحيم الودود (٥/ ٥٢٣ - ٥٢٥/ ٤٩٨)] [وانظر: الفتح لابن رجب (٦/ ١٠٧)].
° وله شاهد:
يرويه مسدد بن مسرهد، وخلف بن هشام المقرئ، وأسد بن موسى [وهم ثقات، وأثبتهم مسدد]، وهلال بن يحيى بن مسلم [قال ابن حبان: "كان يخطئ كثيرًا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، لم يحدث بشيء كثير"، وأنكر أحمد على أبي عاصم جلوسه إليه. العلل ومعرفة الرجال (٢/ ١٧٨/ ١٩٢٦)، المجروحين (٣/ ٨٧)، اللسان (٨/ ٣٥٠)]:
قالوا: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن رجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: اختلف الناسُ في آخر يومٍ من رمضان، فقدم أعرابيانِ، فشهدا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- باللَّه؛ لأهلا الهلالَ أمسِ عشيةً، فأمر رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الناسَ أن يفطروا. زاد خلف وهلال: وأن يغدوا إلى مصلاهم. ولفظ هلال: وأن يغدوا إلى صلاتهم.
أخرجه أبو داود (٢٣٣٩)، والطحاوي في أحكام القرآن (١٠١٠ و ١٠١١)،