للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو إسماعيل الترمذي: ثم نرجع إلى بيوتنا، ولم يعين طريق العودة، فهذا مطلق، يحمل على رواية الجماعة المقيدة؛ لما فيها من زيادة علم، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ.

قال ابن منده: "هذا حديث فريب، لا يُعرف عنه إلا من هذا الوجه، تفرد به سعيد بن أبي مريم عن إبراهيم بن سويد".

وقال أبو نعيم: "تفرد به سعيد".

وقال ابن السكن: "إسناد صالح".

قلت: بكر بن مبشر بن جبر الأنصاري: مديني، أثبت له الصحبة أبو حاتم وابن حبان، وتبعهما على ذلك أكثر من صنف في الصحابة، ولا يُعرف بغير هذا الحديث [الجرح والتعديل (٢/ ٣٩٢)، الثقات (٣/ ٣٧)، الإصابة (١/ ٣٢٥)، التهذيب (١/ ٢٤٦)، المصنفات في معرفة الصحابة].

وإسحاق بن سالم مولى بني نوفل بن عدي: روى عنه أنيس ومحمد ابنا أبي يحيى، قاله في الموضح، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "لا يُعرف"، فهو مجهول الحال، كما قال ابن حجر في التقريب [التاريخ الكبير (١/ ٣٨٨)، الجرح والتعديل (٢/ ٢٢٢)، الثقات (٦/ ٤٧)، الموضح (١/ ٦٠)، الميزان (١/ ١٩٢)، التهذيب (١/ ١١٩)، التقريب (٣٥٤) وأنيس بن أبي يحيى الأسلمي: ثقة، وإبراهيم بن سويد بن حيان المدني: لا بأس به [التهذيب (١/ ٦٨)، ذيل الميزان (٢٣)].

قال ابن السكن عن مبشر: "مدني، رُوي عنه حديث واحد بإسناد صالح"، ثم أورده من رواية إسحاق بن سالم المذكور، ثم قال: "ليس لبكر بن مبشر رواية صحيحة إلا من هذا الوجه".

فتعقبه ابن القطان في بيان الوهم (٥/ ٤٦/ ٢٢٨٥) بقوله: "وعندي أنه لا يصح، فإن إسحاق بن سالم هذا: لا يُعرف بشيء من العلم إلا هذا، ولا روى عنه غير أنيس بن أبي يحيى، روى عنه هذا الحديث المذكور، ثم إن بكر بن مبشر لا تعرف صحبته من غير هذا الحديث، فاعلم ذلك".

وقال الذهبي في الميزان (١/ ١٩٢): "لا يعرف إسحاق وبكر بغير هذا الخبر".

قلت: إسحاق بن سالم هذا قد روى أيضًا: عن أبي هريرة، وعن السائب بن خباب، وهو مجهول الحال، وحديثه هذا قد أتى فيه بما يخالف الثابت عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في مخالفة الطريق يوم العيد، روى ذلك عنه: جابر بن عبد اللَّه، وأبو هريرة، وابن عمر، راجع الباب السابق، الحديث رقم (١١٥٦).

وعليه: فإن حديثه هذا: حديث ضعيف، واللَّه أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>