للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأيمنَ على عاتقه الأيسرِ، وجعل عِطافَه الأيسرَ على عاتقه الأيمنِ، ثم دعا اللَّه عزَّ وجلَّ.

* غريب من حديث الزبيدي

أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (٣/ ٣٥٠).

وأخرجه عن محمد بن عوف الحمصي: أبو عوانة (٢/ ١٢٢/ ٢٥٢١).

قال أبو عوانة في مستخرجه: حدثنا محمد بن عوف الحمصي، قال: وجدت في كتاب عمرو بن الحارث، عن عبد اللَّه بن سالم، عن الزبيدي، عن الزهري، قال: أخبرني عباد بن تميم، عن عمه؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج يومًا فاستسقى، فحوَّل إزاره، فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا اللَّه.

قلت: محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي الحمصي: ثقة ثبت، من أثبت الناس في الزهري، صحبه عشر سنين، قدمه الأوزاعي على أصحاب الزهري، وقدمه أبو حاتم في الزهري على معمر [التهذيب (٣/ ٧٢٣)، وشرح علل الترمذي (٢/ ٦٧١)]، لكن الشأن في ثبوت الرواية عنه؛ قال الجوزجاني: "فإذا صحت الرواية عن الزبيدي؛ فهو من أثبت الناس فيه" [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٤)]، ولا أُراه يثبت من حديثه؛ فإن هذه الزيادة التي تفرد بها الزبيدي تدل على وقوع وهم في روايته، ومن ثم فيبعد أن يكون هذا من حديث الزبيدي؛ فغن أصحاب الزهري لم يذكروا صفة تحويل الرداء، بجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، وإنما اقتصر أصحاب الزهري عن ذكر تحويل الرداء دون صفته.

وقد تفرد به عن الزبيدي دون بقية أصحابه الثقات: عبد اللَّه بن سالم الأشعري الحمصي، وهو: ليس به بأس؛ وتفرد به عن عبد اللَّه بن سالم: عمرو بن الحارث بن الضحاك الزبيدي الحمصي: روى عنه اثنان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي في الميزان (٣/ ٢٥١): "عن عبد اللَّه بن سالم الأشعري فقط، وله عنه نسخة، تفرد بالرواية عنه: إسحاق بن إبراهيم بن زبريق، ومولاة له اسمها علوة، فهو غير معروف العدالة، وابن زبريق: ضعيف"، قلت: ولعل قول ابن حبان عنه في الثقات (٨/ ٤٨٥): "مستقيم الحديث"، وقوله عنه في صحيحه (١٣/ ٤٦٦/ ٦١٠٠): "حمصي ثقة"؛ يحمل على بعض مروياته التي سبرها ابن حبان فوجدها مستقيمة في متونها، ووثقه لأجلها، وإلا فإن له أوهامًا [راجع الكلام على رجال هذا الإسناد فيما تقدم في فضل الرحيم الودود (٣/ ١٠١/ ٢٢٦) و (٧/ ٢٨٧/ ٦٥٣) و (١٠/ ١٧٨/ ٩٣٦)].

ثم إن هذه وجادة، ولا ندري هل كان كتاب عمرو بن الحارث الحمصي هذا محفوظًا عن الزيادة والنقصان، أم لا؟ لاسيما وهو غير معروف العدالة، كما قال الذهبي، ولا مشهور بالرواية عند أهل بلده، ولا خارجها، فهو حديث فريب من حديث الزبيدي، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>