مكة: صدوق]، قال: حدثنا إسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد اللَّه بن كنانة، قال: سمعت جدي. . .
ورواه يحيى بن زكريا [هو: ابن أبي زائدة: ثقة متقن]، عن إسماعيل بن ربيعة، عن جده هشام بن إسحاق. . .
قال عبد اللَّه بن يوسف في حديثه: أنه سمع جده هشام بن إسحاق، يحدث عن أبيه إسحاق بن عبد اللَّه؛ أن الوليد بن عتبة أمير المدينة، أرسله إلى ابن عباس، فقال: يا ابن أخي، سله كيف صنع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الاستسقاء يوم استسقى بالناس؟ قال إسحاق: فدخلت على ابن عباس، فقلت: يا أبا العباس، كيف صنع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الاستسقاء يوم استسقى؟ قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- متخشعًا، [متذللًا]، متبذِّلًا، فصنع في كما يصنع في الفطر والأضحى. لفظ عبد اللَّه بن يوسف.
وفي رواية أبي سعيد: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- متبذِّلًا، متخشِّعًا، فأتى المصلى فصلى ركعتين، كما يصلي في الفطر والأضحى.
أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٢٢/ ٢٥٢٤)، وابن خزيمة (٢/ ٣٣٦/ ١٤١٩)، والحاكم (١/ ٣٢٦)، والضياء في المختارة (٩/ ٥٠١/ ٤٨٧)، وأحمد (١/ ٢٦٩)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣٣١/ ١٠٨١٩)، والدارقطني (٢/ ٦٧ - ٦٨)، والبيهقي (٣/ ٣٤٨).
قلت: وإسماعيل بن ربيعة بن هشام بن إسحاق بن عبد اللَّه بن كنانة: صحح له ابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم والضياء، وروى عنه جماعة من الثقات، ولم يأت بمنكر، بل توبع على روايته.
قال ابن حجر في تعجيل المنفعة (٥٠): "وأخرجها ابن خزيمة في صحيحه، ومقتضى ذلك أن يكون عنده مقبولًا، فكأنه أخرج له في المتابعات، وكذا صنع الحاكم، ولم يذكر البخاري ولا ابن أبي حاتم إسماعيل المذكور".
قال الحاكم:"هذا حديث رواته مصريون ومدنيون، ولا أعلم أحدًا منهم منسوبًا إلى نوع من الجرح، ولم يخرجاه، وقد رواه سفيان الثوري عن هشام بن إسحاق".
لكن قال الطحاوي:"وهشام بن إسحاق وأبوه: غير مشهورين بالعلم، ولا تثبت بروايتهما حجة" [شرح ابن بطال (٣/ ١٩)].
° قلت: إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث بن كنانة: مدني ثقة، سمع ابن عباس [التهذيب (١/ ١٢٢)، وبيان الوهم (١/ ٢٥/ ٤)]، وقول أبي حاتم بان روايته عن ابن عباس مرسلة [الجرح والتعديل (٢/ ٢٢٦)، وتحفة التحصيل (٢٤)]: ترده هذه الرواية؛ فغن فيها إثبات سماعه، ودخوله على ابن عباس ليسأله عما أرسل إليه، قال ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ١٤٧) متعقبًا ما في الجرح: "وهذا غريب، فالروايات التي أوردناها صريحةٌ في مشافهته له؛ عوضًا عن إدراكه"، ثم ذكر روايات الحديث، ثم قال: "فهذه الروايات