للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٩٦٧ - : "سالم لم يسمع من شرحبيل، مات شرحبيل بصفين" [تحفة التحصيل (١٢٠)].

وانظر أيضًا: ما رواه أحمد (٤/ ٢٣٥)، والطيالسي (٢/ ٥٢٤/ ١٢٩٦)، ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/ ٢٣٧٤/ ٥٨٢٨).

* وأما ما رواه ابن عيينة، عن عمرو بن سعيد، أو غيره، عن سالم بن أبي الجعد، قال: قام رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه! دعوت على مضر بالسنة،. . . فذكر الحديث بمعناه هكذا مرسلًا.

أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٩١/ ٤٩٠٩).

قلت: المحفوظ: ما رواه عمرو بن مرة، كما تقدم ذكره، وابن عيينة قد شك في شيخه الذي حدثه بهذا الحديث، مما يجعل النفس لا تطمئن إليه، لا سيما وقد وصله غيره من الثقات، وشيخ ابن عيينة الذي أظهره الأقرب أنه: عمر بن سعيد بن مسروق الثوري، وهو: ثقة، وهو من شيوخ ابن عيينة المعروفين، وأما عمرو بن سعيد أبو سعيد البصري فنادرًا ما يروي عنه ابن عيينة، وهو ثقة أيضًا، ثم إن ابن عيينة لم يجزم به، فقد يكون سمعه من مجروح ثم نسيه، والعمدة على ما رواه عمرو بن مرة، واللَّه أعلم.

* وقد روي بإسناد كوفي ثم شامي غريب، إلى أبي حجية الكندي الأجلح بن عبد اللَّه [لا بأس به، في حديثه لين. التهذيب (١/ ٩٨)، والميزان (١/ ٧٩)]، عن عبيد بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط؛ أنه دعا وهو أميرٌ على حمص كعبَ بن مرة، فقال: حدِّثنا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- واحذر،. . . فذكر حديثًا، ثم ذكر هذا الحديث بنحوه.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٨ - ٢٩/ ٦٧٥٤).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبيد بن أبي الجعد إِلا الأجلح، ولا عن الأجلح إِلا شيبان، ولا عن شيبان إِلا محمد بن شعيب، تفرد به: هشام بن عمار، الأجلح هو أبو حجية يحيى بن عبد اللَّه".

قلت: هذا الحديث إنما يُعرف بسالم بن أبي الجعد، وذكر عبيد فيه ليس له معنى؛ لغرابة إسناده، وعدم اشتهاره في بلده أو خارجها، ولعله مما تلقنه هشام بن عمار، واللَّه أعلم.

* وخلاصة ما تقدم: أن هذه الواقعة في دعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على مضر لما تأخر إسلامهم فأصابهم الجدب، ثم استسقاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأُسقوا، استئلافًا لقلوبهم، رجاء إسلامهم: قد روي من حديث حبيب بن أبي ثابت مرسلًا، ومن حديث عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط، عن كعب بن مرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي سنده انقطاع، وهذا ضعف يسير ينجبر بالشواهد، وقد وجدت له شاهدًا صحيحًا:

° من حديث ابن مسعود في الصحيحين:

رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، قال: قال عبد اللَّه: إنما كان هذا [يعني: الدخان، والحديث مختصر]؛ لأن قريشًا لما استعصوا على

<<  <  ج: ص:  >  >>