النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا عليهم بسنين كسنيِّ يوسف، فأصابهم قحطٌ وجهدٌ حتى أكلوا العظام، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد، فأنزل اللَّه تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١)} [الدخان: ١٠، ١١]، قال: فأُتِيَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقيل له: يا رسول اللَّه! استسق اللَّه لمضر، فإنها قد هلكت، قال:"لمضر؟ إنك لجريء"، فاستسقى لهم فسقوا، فنزلت:{إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}[الدخان: ١٥]، فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم حين أصابتهم الرفاهية، فأنزل اللَّه عز وجل: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦)} [الدخان: ١٦]، قال: يعني يوم بدر.
أخرجه البخاري (٤٨٢١)، ومسلم (٢٧٩٨/ ٤٠).
وانظر أطرافه عند: البخاري (١٠٠٧ و ١٠٢٠ و ٤٦٩٣ و ٤٧٧٤ و ٤٨٠٩ و ٤٨٢١ و ٤٨٢٢ و ٤٨٢٣)، ومسلم (٢٧٩٨/ ٣٩ - ٤١).
وفيه: جواز استسقاء الإمام للمشركين؛ إذا طلبوا منه ذلك رجاء إسلامهم.
٣ - عن أبي لبابة بن عبد المنذر [أخرجه أبو عوانة (٢/ ١٢٠/ ٢٥١٥)، والطبراني في الصغير (٣٨٥)، وفي الدعاء (٢١٨٦)، وابن منده في معرفة الصحابة (١/ ٢٤٧)، وأبو نعيم في الدلائل (٣٧٢)، والبيهقي في السنن (٣/ ٣٥٤)، وفي الدلائل (٦/ ١٤٥)، وأبو القاسم الحنائي في فوائده (٢٠٣)، والخطيب في الموضح (٢/ ١٤٠ و ١٤١)، والبغوي في الشمائل (٣٢٢)، وأبو إسماعيل الأصبهاني في الدلائل (٨١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٣/ ٢٠٠)، [وقد اختلف في وصله وإرساله، وإرساله أصح، وقال ابن منده عن الموصول:"هذا حديث غريب، لا يُعرف إِلَّا من هذا الوجه موصولًا، ورواه غيره عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب مرسلًا"].
* وفي الباب أيضًا مما لاح ضعفه:
٤ - عن جابر وأنس [وفيه:"اللَّهُمَّ اسقنا سقيا وادعة نافعة، تسع الأموال والأنفس، غيثًا هنيئًا، مريًا مريعًا، طبقًا مجللًا، تسع به على باديتنا، وعلى حاضرتنا، تنزل لنا به من بركات السموات، وتخرج لنا به من بركات الأرض، وتجعلنا عندلى من الشاكرين، إنك سميع الدعاء"] [أخرجه ابن أبي الدنيا في المطر والرعد (٣٧)، والطبراني في الأوسط (٨/ ٢٤٨/ ٨٥٣٩)، ومن طريقه: ابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٩٨)] [وفي إسناده: موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، وهو: متروك، منكر الحديث].
٥ - عن أنس بن مالك أوهو حديث طويل، وفيه:"اللَّهُمَّ اسقنا، وأغثنا، اللَّهُمَّ اسقنا غيثًا مغيثًا، رحبًا ربيعًا، وجدًا فدقًا، طبقًا مندقًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا مرتعًا، وابلًا شاملًا، مسبلًا مجللًا، دائمًا دررًا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير رائث، فيثًا، اللَّهُمَّ تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر منا والباد، اللَّهُمَّ أنزل علينا في أرضنا زينتها، وأنزل في أرضنا سكنها، اللَّهُمَّ أنزل علينا من السماء ماءً طهورًا، فأحي به بلدة ميتة، وأسقه مما خلقت لنا أنعامًا وأناسي كثيرًا"] [وهو حديث باطل موضوع، سبق تخريجه تحت ما تقدم برقم (١١٥٤ و ١١٦٧)].