فصلى بالناس ستَّ ركعاتٍ باربعِ سجداتٍ، بدأ فكبر، ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الأولى، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، فقرأ قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوًا مما قام، ثم رفع رأسه من الركوع، ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين، ثم قام فركع أيضًا ثلاث ركعات، ليس فيها ركعةٌ إِلَّا التي قبلها أطولُ من التي بعدها، وركوعه نحوًا من سجوده، ثم تأخر وتأخَّرت الصفوف خلفه، حتى انتهينا الى النساء، ثم تقدَّم وتقدَّم الناس معه، حتى قام في مقامه، فانصرف حين انصرف وقد آضت الشمس، فقال:"يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا حتى تنجلي، ما من شيء توعدونه الا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخَّرت، مخافة أن يصيبني من لَفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قُصْبَه في النار، كان يسرق الحاجَّ بمحجنه، فإن فُطِن له قال: إنما تعلَّق بمحجني، وإن غُفِل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت جوعًا، ثم جيء بالجنة، وذلكم حين رأيتموني تقدَّمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا البه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه".
ولفظ يحيى بن سعيد عند أحمد بتمامه مثل لفظ ابن نمير، وزاد فيه:". . . مخافة أن يصيبني من لفحها؛ حتى قلت: أي ربِّ! وأنا فيهم،. . . ".
° قلت: هذا الحديث معلول من جهتين:
• الأولى: مخالفة عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهو ثقة، يهم أحيانًا على عطاء، حيث خالف في إسناده: ابن جريج، وقتادة، وقد روياه عن عطاء، عن عبيد بن عمير، قال ابن جريج: حدثني من أصدق، وقال قتادة: عن عائشة [وقد تقدم في الحديث السابق].
وابن جريج: أثبت الناس في عطاء، والقول قوله، واللَّه أعلم.
قال عبد اللَّه بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٥٤/ ٥١٢٣): "سمعت أبي يقول في حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر؛ انكسفت الشمس: خالفه ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، قال: أخبرني من أصدق، فظننته يريد عائشة، قال أبي: رواه قتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة، قال أبي: أقضي بابن جريج على عبد الملك في حديث عطاء".
وقال البيهقي في السنن:"قتادة لم يشك في أنه عن عائشة، وقد خالفهما عبد الملك بن أبي سليمان في إسناده، فرواه عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد اللَّه، وأخبر أن ذلك كان في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
وقال في المعرفة:"وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء، فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير كما تقدم".