للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* الثانية: أن هذا الحديث قد رواه هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر به [وهو الحديث الآتي برقم (١١٧٩)]؛ إِلا أنه خالفه في عدد الركوع، فجعله ركوعين في كل ركعة، وهو الصواب.

قال البيهقي في السنن (٣/ ٣٢٦): "من نظر في هذه القصة وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر؛ علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم بن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد اللَّه بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد اللَّه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ إنما صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعين، وفي حكاية أكثرهم قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- يومئذ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته"؛ دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب وقال هذه المقالة، ردًا لقولهم: إنما كسفت لموته، وفي اتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين، كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمهما اللَّه تعالى".

وقال في المعرفة (٣/ ٨٤): ". . .، ثم وقع خلاف بين عبد الملك عن عطاء عن جابر، وبين هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر، في عدد الركوع في كل ركعة، فوجدنا رواية هشام أولى؛ لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملك، ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عروة وعمرة عن عائشة، ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة عن عبد اللَّه بن عمرو، ثم رواية يحيى بن سليم وغيره.

وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء، فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير كما تقدم، فرواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف، ويوافقها عدد كثير: أولى من روايتي عطاء، اللتين إنما يسند إحداهما بالتوهم، والأخرى ينفرد بها عبد الملك بن أبي سليمان، الذي قد أُخذ عليه الغلط في غير حديث، واللَّه أعلم".

* * *

١١٧٩ - . . . هشام: حدثنا أبو الزبير، عن جابر، قال: كسفت الشمس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في يومٍ شديدِ الحرِّ، فصلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأصحابه، فأطال القيامَ حتى جعلوا يخِرُّون، ثم ركعَ فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوًا من ذلك، فكان أربعَ ركعاتٍ، وأربعَ سجداتٍ، وساق الحديث.

* حديث صحيح

أخرجه مسلم (٩٠٤/ ٩)، وأبو عوانة (٢/ ٩٧/ ٢٤٤٥)، وأبو نعيم في مستخرجه على

<<  <  ج: ص:  >  >>