وقال البزار: "ولا نعلم روى كعب بن عجرة عن بلال: غير هذا الحديث" [البحر الزخار (٤/ ١٩٧)].
وقال في الطريق الثاني: "ولا نعلم روى البراء عن بلال: غير هذا الحديث" [البحر الزخار (٤/ ١٩٨)].
وقد ذكر الدارقطني هذا الاختلاف في العلل، ولم يرجح شيئًا [العلل (٧/ ١٧٢ - ١٧٦)] [وانظر: أطراف الغرائب (٢/ ٢٧٩)].
ولم ينتقد الدارقطني في كتاب "التتبع": على مسلم إخراجه لهذا الحديث في صحيحه.
لكن ابن عمار الشهيد أورده في العلل فيما انتقده على صحيح مسلم فقال في ص (٦٢)، الحديث السابع: "ووجدت فيه حديث الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين والخمار.
قال أبو الفضل: وهذا حديث قد اختلف فيه على الأعمش:
فرواه أبو معاوية، وعيسى، وابن فضيل، وعلي بن مسهر، وجماعة: هكذا.
ورواه زائدة بن قدامة، وعمار بن رزيق، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن بلال، وزائدة: ثبت متقن.
ورواه سفيان الثوري، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال. لم يذكر بينهما لا كعبًا ولا البراء.
وروايته أثبت الروايات.
وقد رواه عن الحكم -غير الأعمش- أيضًا: شعبة، ومنصور بن المعتمر، وأبان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة، وجماعة: عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال. كما رواه الثوري عن الأعمش.
وحديث الثوري عندنا أصح من حديث غيره.
وابن أبي ليلى: لم يلق بلالًا. اهـ كلام ابن عمار.
وهذا الذي ذهب إليه أبو الفضل ابن عمار الشهيد هو نفس ما ذهب إليه الإِمام أبو حاتم الرازي:
قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ١٥ - ١٦/ ١٢): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سفيان الثوري وشريك، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في المسح على الخفين؟
قالا: ورواه أيضًا: عيسى بن يونس، وأبو معاوية، وابن نمير، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن بلال، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه زائدة، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء، عن بلال، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.