للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقع ضحًى، وكان وقت ابتدائه قريبًا من الساعة السابعة والربع صباحًا؛ أي: بعد إشراق الشمس بقرابة عشر دقائق، ووصل إلى وقت الذروة قريبًا من الساعة الثامنة والنصف، وانتهى قبل الساعة العاشرة ظهرًا.

قلت: فلما كان هذا الحديث منكرَ المعنى، حيث جعل صلاة الكسوف مثل صلاة الفجر في هيئتها، ركعتان بركوع واحد في كل ركعة، وهو ما يخالف الصفة التي اتفقت عليها صحاح الأحاديث [كما تقدم بيانه مرارًا]، لذلك تطلَّبوا له علةً، فلم يجدوا له علةً قادحةً، فاعلوه بعلةٍ غيرِ قادحة، فإن الذين رووه عن أيوب بدون الواسطة جماعة من ثقات أصحابه؛ وهيب بن خالد، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الوارث بن سعيد، وعبيد اللَّه بن عمرو الرقي، لكن لما زاد عباد بن منصور وأنيس بن سوار رجلًا في الإسناد، وكانت رواية الحارث بن عمير، تحتمل هذه الزيادة، حيث قال في روايته عن أيوب، عن أبي قلابة؛ أن قبيصة قال:. . .، وهي رواية ظاهرها الإرسال، وتؤيد رواية من زاد في الإسناد رجلًا، حينئذ جنح البخاري إلى إعلال رواية الجماعة، برواية من زاد في الإسناد رجلًا، واللَّه أعلم.

* والحاصل: فإن زيادة هلال بن عامر في هذا الإسناد: علة لحديث أبي قلابة عن قبيصة، وهلال بن عامر، أو: ابن عمرو، أو: هند بن عمرو: مجهول [التهذيب (٤/ ٢٩٠)، والميزان (٤/ ٣١٥)].

* وقد رواه هشام بن أبي عبد اللَّه الدستوائي [وتفرد به عنه: ابنه معاذ بن هشام]:

عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة البجلي؛ أن الشمس انخسفت، فصلى نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ركعتين ركعتين حتى انجلت، ثم قال: "إن الشمس والفمر لا ينخسفان لموت أحد، ولكنهما خلقان من خلقه، وإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يحدث في خلقه ما شاء، وإن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إذا تجلى لشيء من خلقه بخشع له، فأيهما حدث فصلوا حتى ينجلي، أو يحدث اللَّه أمرًا".

أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٤٤/ ١٤٨٧)، وفي الكبرى (٢/ ٣٤٧/ ١٨٨٥)، وا بن خزيمة (٢/ ٣٣٠/ ١٤٠٢)، والروياني (١٥٢٣)، والطحاوي (١/ ٣٣١).

قال ابن منده: "حديث هشام وهم" [أسد الغابة (٤/ ٤٠٢)].

• خالفه: عمر بن عامر السلمي [صدوق]، فرواه عن قتادة، عن أبي قلابة، عن عامر بن قبيصة الهلالي؛ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولكن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فصلوا".

أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في السُّنَّة (٢/ ٤٧٣/ ١٠٧٨)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٣٤٢).

قلت: هشام الدستوائي أحفظ لحديث قتادة ومقدَّم فيه على غيره، لكنه غريب من حديثه، لم يروه عنه غير ابنه معاذ، وقد كان يغلط في الشيء بعد الشيء، ورواية عمر بن عامر السلمي: وهمٌ، حيث جعلها: عن أبي قلابة، عن عامر بن قبيصة، وإنما هو أبو قلابة عن قبيصة، أو: أبو قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة، واللَّه أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>