* وقد تابعه في إثبات الواسطة عن أيوب: أنيس بن سوار:
فقد روى معاوية بن عمران الجرمي: ثنا أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر [وفي رواية الطبراني: هلال بن عمرو، وفي نسختين لمغلطاي من المعجم: هند بن عمرو، وكذا هو في المعرفة لأبي نعيم: هند بن عمرو]؛ أن قبيصة الهلالي حدثه؛ أن الشمس انكسفت على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو بالمدينة، حتى بدت لهم النجوم، وأن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قام فصلى ركعتين أطال فيها القيام، فلما قضى صلاته أقبل على الناس، فقال:"إذا رأيتم شيئًا من هذه الآيات، فإنما هو تخويف من اللَّه عز وجل، فإذا رأيتموها فصلوا مثل أحدث صلاة صليتموها".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ٣٧٤/ ٩٥٧)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/ ٤٦٦)، والمزي في التهذيب (٣٠/ ٣٤١)، وانظر: معرفة الصحابة لأبي نعيم (٤/ ٢٣٣٥)، وإكمال التهذيب لمغلطاي (١٢/ ١٧٧).
قلت: أنيس بن سوار الجرمي: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات، ومعاوية بن عمران بن واهب بن سوار الجرمي: مجهول، وهو معروف بالرواية عن عمه، أو عم أبيه أنيس [انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٣٣٥)، والثقات (٦/ ٨٢) و (٨/ ١٣٤)، والمتفق والمفترق (٣/ ١٩٧١)، ومجمع الزوائد (٧/ ١٧٧) و (١٠/ ١٦)، والثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٤٥٤)].
قلت: ولعله بهذه المتابعة، أو بغيرها، قال البخاري:"وحديث أبي قلابة عن قبيصة الهلالي؛ في صلاة الكسوف، يقولون فيه أيضًا: أبو قلابة عن رجل عن قبيصة".
وقال أبو القاسم الطبري:"ولم يسمع أبو قلابة من قبيصة بن مخارق بن شداد بن أبي ربيعة الهلالي، وهو مرسل".
وقال البيهقي:"وهذا أيضًا لم يسمعه أبو قلابة عن قبيصة، إنما رواه عن رجل عن قبيصة".
وقال النووي في الخلاصة (٣٠٥٠): "رواه أبو داود بإسناد صحيح، لكن قال البيهقي: سقط بين أبي قلابة وقبيصة رجل، وهو هلال بن عامر، ثم رواه كذلك، وهذا لا يقدح في صحة الحديث؛ لأن هلالًا ثقة، قال الحاكم: هو حديث صحيح".
قلت: هلال: مجهول، أتى في حديثه بما ينكر عليه.
فإن هذا الحديث مشتمل على جملة منكرة، وهي قوله في آخره:"فصلوا كأحدث صلاة صليتموهما من المكتوبة"، ولما كانت آخر صلاة صلوها من المكتوبة هي صلاة الفجر، كما دل على ذلك حديث يحمص بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ أن يهودية جاءت تسألها،. . . فذكر الحديث، وفيه: فخسفت الشمس، فرجع ضحًى،. . .، ثم قام يصلي، وقام الناس وراءه [تقدم تحت الحديث رقم (١١٨٠)]، وهو أيضًا ما تؤيده الحسابات الفلكية للكسوف الشمسي، وهو أن هذا الكسوف