للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسير (١٤/ ٨٥)، والتذكرة (٢/ ٦٦٠)]: ثنا محمد بن أبي بكر [المقدَّمي: ثقة]: ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة؛ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى ركعتين بمثل صلاتكم هده في كسوف الشمس والقمر.

أخرجه الحاكم (١/ ٣٣٥ - ٣٣٦) (٢/ ١٣٤/ ١٢٥٩ - ط. الميمان). والبيهقي في السنن (٣/ ٣٣٨)، وفي المعرفة (٣/ ٧٩/ ١٩٨٠).

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

قلت: لم يخرجا شيئًا بهذا الإسناد، وهو إسناد صحيح، ويبدو لي أنه وقع إدراج في هذه الرواية إن كانت محفوظة، وأن قوله: "في كسوف الشمس والقمر" متعلق بقوله: "بمثل صلاتكم هذه"؛ يعني: كما تصلون أنتم إذا كسفت الشمس أو خسف القمر، وليس متعلقًا بقوله: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى ركعتين".

وكذلك يمكن توجيه رواية النضر بن شميل: "أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى في كسوف الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم"، على فرض كونها محفوظة، بأن فيها تقديم وتأخير؛ يعني: مثل صلاتكم في كسوف الشمس والقمر، واللَّه أعلم.

قال ابن حبان: " قول أبي بكرة: ركعتين مثل صلاتكم؛ أراد به: مثل صلاتكم في الكسوف".

* ورواه مبارك بن فضالة [صدوق] مدلس، لازم الحسن بضع عشرة سنة، مكثر عنه]، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جلوسًا فانكسفت الشمس، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فزعًا يجر ثوبه حتى دخل المسجد، فصلى ركعتين، فلم يزل يصليها، حتى انجلت، وكان ذلك عند موت إبراهيم ابن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات اللَّه، لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتم ذلك فادعوا حتى يكشف ما بكم".

أخرجه ابن حبان (٧/ ٧٥/ ٢٨٣٤)، وأحمد (٥/ ٣٧)، ومحمد بن الحسن الشيباني في الحجة (١/ ٣٢٥)، والطيالسي (٢/ ٢٠٢/ ٩١٣).

قال أحمد: حدثنا خلف بن الوليد: حدثنا المبارك، عن الحسن، عن أبي بكرة؛ أنه حدثه قال: انكسفت الشمس. . . فذكره، هكذا بالتصريح بسماع الحسن من أبي بكرة، وكذا وقع التصريح بالسماع في رواية محمد بن الحسن عن المبارك.

وعلقه البخاري في صحيحه بعد الحديث رقم (١٠٤٨) بصيغة الإخبار، قال: "وتابعه موسى، عن مبارك، عن الحسن، قال: أخبرني أبو بكرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه تعالى يخوف بهما عباده"".

* وأخيرًا: فإن حديث الحسن عن أبي بكرة هذا، والذي أخرجه البخاري، قد انتقده عليه الدارقطني، فقال في التتبع (٨٨ - ٩١): "وأخرج البخاري أحاديث الحسن، عن أبي بكرة: منها الكسوف، ومنها: "زادك اللَّه حرصًا، ولا تعد ومنها: "لا يفلح قوم ولَّوا

<<  <  ج: ص:  >  >>