أمرهم امرأة"، ومنها: "ابني هذا سيد"، والحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة".
وقد سبق أن قررت مرارًا: أن سماع الحسن البصري من أبي بكرة: ثابت صحيح، في صحيح البخاري (٢٧٠٤ و ٣٧٤٦ و ٧١٠٩) وغيره، فلا يطلب سماعه في كل حديث حديث؛ لأن تدليس الحسن البصري الذي وصف به إنما هو من قبيل الإرسال الخفي، وهو رواية المعاصر عمن لم يلقه ولم يسمع منه بصيغة موهمة، وهذا النوع من التدليس لا ترد عنعنته طالما ثبت سماعه من شيخه ولو مرة واحدة [راجع فضل الرحيم الودود (١/ ١٠١/ ٢٧) و (٣/ ١٤٨/ ٢٣٤) و (٧/ ٤٧٩/ ٦٨٣) و (٧/ ٤٨٥/ ٦٨٤)].
• ومن المناكير التي وقعت في حديث أبي بكرة هذا:
ما رواه الدارقطني في سننه (٢/ ٦٤)، قال: حدثنا ابن أبي الثلج [هو: محمد بن أحمد بن محمد ابن أبي الثلج: ثقة. تاريخ بغداد (١/ ٣٣٨)، وتاريخ الإسلام (٢٤/ ١١٢)]: ثنا محمد بن سنان القزاز: ثنا بكار بن يونس أبو يونس الرام: ثنا حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: كسفت الشمس في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"إن الشمس والقمر آيتان"، الحديث، وقال فيه:"ولكن اللَّه إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا".
قلت: وهذا حديث باطل؛ بكار بن يونس أبو يونس الرام: قال الأزدي: "منكر الحديث" [علل الدارقطني (١٤/ ٢٧٦)، والميزان (١/ ٣٤٢)، واللسان (٢/ ٣٣٤)]، ومحمد بن سنان القزاز: ضعيف، كذبه غير واحد [التهذيب (٣/ ٥٨٢)، والميزان (٣/ ٥٧٥)]، والحديث لا يُعرف من حديث حميد الطويل؛ إنما هو حديث يونس بن عبيد وأشعث بن عبد الملك ومبارك بن فضالة، واللَّه أعلم.
* ثم رواه الدارقطني أيضًا (٢/ ٦٤) من طريق: محمد بن دينار الطاحي، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه عزَّ وجلَّ إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له". قال الدارقطني:"تابعه نوح بن قيس عن يونس بن عبيد".
هكذا روى هذا الحديث بدون هذه الزيادة عن يونس بن عبيد أحد عشر رجلًا من أصحابه الثقات، وانفرد عنهم بها: محمد بن دينار الطاحي، وهو: سيئ الحفظ، كثير الأوهام، فهذا من مناكيره، ولو فرضنا أن نوح بن قيس تابعه كما قال الدارقطني، فلن يغير من الأمر شيئًا، لكني وقفت على رواية نوح بن قيس عند ابن حبان (٢٨٣٣) فلم أجد فيها هذه الزيادة، واللَّه أعلم.
٢ - حديث ابن مسعود:
يرويه محمد بن عبد اللَّه بن بزيع [بصري، ثقة]: أخبرنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي [ضعيف]: ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود، قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فخطب الناس، فقال: "إن الشمس والقمر