طبقات المحدثين (٢/ ٢٧٧)، وفي أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ٣٢٢/ ٣٧٥)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٣٢٠/ ١٤٨٦ - أطرافه)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٤٣٣/ ١٢٦١)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٨٢)، وفي الآداب (٧٧٧)، والبغوي في شرح السُّنة (١٢/ ٧١/ ٣١٥٠)، والمزي في التهذيب (٥/ ٤٨٢)، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ١٠٧).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن؛ إنما نعرفه من حديث دلهم، وقد رواه محمَّد بن ربيعة عن دلهم".
قلت: رواه عن دلهم بن صالح: وكيع، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وقال بعضهم: "عن عبد الله بن بريدة".
وقال العقيلي بعد ما أخرج هذا الحديث في ترجمة دلهم، ونقل عن ابن معين تضعيفه، قال: "المسح على الخفين: ثابت صحيح من غير وجه، أما الرواية في خفي النجاشي الذي أهداهما للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ففيها لين".
وقال ابن عدي: "وهذا يعرف بدلهم، ورواه عنه جماعة"، ثم قال: "ولدلهم حديث قليل مع ما ذكرته، وزعم ابن معين أنه ضعيف، وعندي أنه ضعفه لأجل حديث بريدة لمعنيين: أحدهما: روايته عن حجير بن عبد الله، وحجير: ليس بالمعروف.
والثاني: أنه ذكر في متنه: أن النجاشي أهدي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - خفين أسودين ساذجين، وذكر الخف [لعله أراد: وصف الخف] إنما ذكر في هذا الحديث، وفي حديث آخر لعل هذا الطريق خير من ذلك الطريق، وهو من حديث ابن عباس".
وقال الدارقطني في الأفراد: "تفرد به حجير بن عبد الله عن ابن بريدة، ولم يروه عنه غير دلهم بن صالح".
قلت: وهو كما قالوا؛ حديث ضعيف؛ فإن حجير بن عبد الله الذي تفرد به: مجهول [التاريخ الكبير (٣/ ١٠٧)، الجرح والتعديل (٣/ ٢٩٠)، الثقات (٦/ ٢٤٤)، الميزان (١/ ٤٦٦) وقال: "يجهل، وحسن له الترمذي". المغني (١/ ٢٣٨) وقال: "تابعي مجهول، حسنن الترمذي حديثه". لكن قال في الكاشف (١/ ٣١٤): "صدوق"، فأخطأ. التهذيب (٢/ ١٩٢)، التقريب (٢٢٦) وقال: "مقبول"، ولم يتابع عليه بهذه الألفاظ].
ودلهم بن صالح: ضعيف، ضعفه ابن معين، وأبو زرعة، وابن حبان، والساجي، وذكره في جملة الضعفاء: العقيلي، وابن عدي، وأبو العرب، وابن الجارود.
وسئل أبو حاتم عن دلهم بن صالح وبكير بن عامر وعيسى بن المسيب؟ فقال: "دلهم أحب إليَّ منهما"، وقال النسائي: "ليس بالقوي".
وقال الدارقطني: "صالح"، وقال أبو داود: "ليس به بأس"، وفي نسخة: "ليس بذاك"، وقال العجلي: "لا بأس به"، وذكره ابن خلفون في الثقات.
وكلام ابن عدي ظاهر في كون ابن معين إنما ضعفه لأجل هذا الحديث، حيث تفرد به، ولم يتابع عليه [التهذيب (٣/ ٣٤)، الميزان (٢/ ٢٨)، إكمال مغلطاي (٤/ ٢٨٠)،