للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: الرفع زيادة أتى بها اثنان من الثقات، فوجب قبولها، لاسيما وأحدهما من المتقنين الأثبات، وهو أبو عوانة، فلا يضره تقصير من قصر في رفعه، ممن هو دون أبي عوانة وأيوب بن عائذ، فإن الحارث الغنوي، قال فيه أحمد: "أرجو أن لا يكون به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات [العلل ومعرفة الرجال (٨٦٠)، والجرح والتعديل (٣/ ٩٥)، والثقات (٨/ ١٨٢)، والمحلى (٩/ ٤٠٣)، والثقات لابن قطفوبغا (٣/ ٢٦٤)]، وتصرف البخاري يدل على تقديم رواية الرفع، واللَّه أعلم.

د- وروى حاتم بن إسماعيل، ووكيع بن الجراح، والأوزاعي، وروح بن عبادة، وسفيان الثوري [تفرد به عنه: قبيصة بن عقبة]:

قال حاتم: ثنا أسامة بن زيد، قال: سألت طاوسًا عن التطوع في السفر. فقال: وما يمنعك؟ فقال الحسن بن مسلم: أنا أحدثك، أنا سألت طاوسًا عن هذا فقال: قال ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: قد فرض لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الصلاة في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، فكما يتطوع هاهنا قبلها ومن بعدها، فكذلك يصلى في السفر قبلها وبعدها.

وقال وكيع: حدثنا أسامة بن زيد، قال: سألت طاوسًا عن السبحة في السفر، قال: والحسن بن مسلم بن يناق جالس، فقال الحسن بن مسلم، وطاوس يسمع: حدثنا طاوس، عن ابن عباس، قال: فرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلاة الحضر والسفر، فكما تصلِّي في الحضر قبلها وبعدها، فصل في السفر قبلها وبعدها. قال وكيع مرة: وصلِّها في السفر [هذا لفظ وكيع عند أحمد (٢/ ٥١٥/ ٢٠٩٣ - ط. المكنز)، والسراج (١٤٢٣)، وهو المحفوظ عن وكيع، وأما الرواية التي وقعت عند ابن ماجه من طريق وكيع: فكنا نصلي في الحضر قبلها وبعدها، وكنا نصلي في السفر قبلها وبعدها، فهي وهم، والمحفوظ ما ذكرته، واللَّه أعلم].

وقال الأوزاعي [والإسناد إليه صحيح]: حدثني أسامة بن زيد الليثي: حدثني حسن بن مسلم: حدثني طاوس اليماني: حدثني عبد اللَّه بن عباس، قال: سن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ يعني: صلاة السفر ركعتين، وسن صلاة الحضر أربع ركعات، فكما الصلاة قبل صلاة الحضر وبعدها حسن، فكذلك الصلاة في السفر قبلها وبعدها.

أخرجه ابن ماجه (١٠٧٢)، وأحمد (١/ ٢٣٢)، وعبد بن حميد (٦١٨)، والبزار (١١/ ١٢٦/ ٤٨٥١ و ٤٨٥٢)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٢٢)، وفي المشكل (١١/ ٣١/ ٤٢٦٤)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٩٥ و ١٤١٨ و ١٤٢٣)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٦٧٤ و ١٦٨١ و ١٦٨٢ و ١٨٠٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٥/ ١٠٩٨٢)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ١١٨) و (١٠/ ٢٨)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٥٨)، وفي المعرفة (٢/ ٤٤٣/ ١٦٢٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ١٠٢).

قال البزار: "وهو أسامة بن زيد الليثي، وهو: مدني ثقة، والآخر أسامة بن زيد بن أسلم، وأسامة بن زيد الليثي: أثبت من أسامة بن زيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>