قلت: وأبو عوانة ومحمد بن ميمون أبو حمزة السكري: من طبقة واحدة، ولم يُدخل بين أبي عوانة وبكير أحد، فالأصل فيه الاتصال، وقد ذكر أبو حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٤٠) بكير بن الأخنس في شيوخ أبي عوانة الذين روى عنهم، ولم يقل شيئًا، وقد صحح حديثهما هذا: مسلم، وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان، واحتج به: أبو داود والنسائي وابن المنذر وغيرهم، ولم ينفرد به أبو عوانة عن بكير، بل توبع عليه:
ب- فقد رواه قاسم ين مالك المزني، وزيد بن أبي أنيسة، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي [وهم ثقات]، وغيرهم:
عن أيوب بن عائذ الطائي [ثقة]، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: إن اللَّه فرض الصلاة على لسان نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم-، على المسافر ركعتين، وعلى المقيم أربعًا، وفي الخوف ركعة.
أخرجه مسلم (٦/ ٦٨٧)، وأبو عوانة (١/ ٣٦٩/ ١٣٣٤) و (٢/ ٦٥/ ٢٣٣٤) و (٢/ ٨٤/ ٢٤١٠)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٢٨٣/ ١٥٤٦)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١١٨/ ١٤٤١) و (٣/ ١١٩/ ١٤٤٢)، وفي الكبرى (١/ ٢٧٨/ ٥١٤) و (١/ ٢٨١/ ٥٢٣) و (٢/ ٣٥٩/ ١٩١٢) و (٢/ ٣٦٠/ ١٩١٣)، وأحمد (١/ ٢٤٣)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٥/ ٨٢٨٣)، وأبو يعلى في المعجم (٢٦٨)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٥/ ٢٤٨)، والطبراني في الكبير (١١/ ٦٠/ ١١٠٤٢)، والبيهقي (٣/ ٢٦٣).
ج- ورواه سعيد بن منصور [ثقة ثبت]، وعلي بن مسلم الطوسي [ثقة]، ومهدي بن جعفر الرملي [لا بأس به، روى عنه جمع كبير من الثقات والأئمة والمصنفين، قال ابن عدي:"يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد". سؤالات ابن الجنيد (٥٥١)، والجرح والتعديل (٨/ ٣٣٨)، والثقات (٩/ ٢٠١)، والكامل (٣/ ٣٣)، وتاريخ دمشق (٦١/ ٢٧٧ والميزان (٤/ ١٩٤)، والتكميل في الجرح والتعديل (١/ ٢١٨)، والتهذيب (٤/ ١٦٦)].
عن هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا الحارث الغنوي، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، قال: قال ابن عباس: صلاة المقيم أربعًا، وصلاة المسافر ركعتين، وصلاة الخوف ركعة. لفظ سعيد، هكذا موقوفًا، وتابعه على وقفه: علي بن مسلم.
ورفعه مهدي، فقال: افترض اللَّه الصلوات الخمس على لسان نبيكم -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحضر أربعًا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٧٩)، وسعيد بن منصور (٢/ ٢٤١/ ٢٥١١)، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٣٠/ ١١٠٦)، وفي الصغير (٧٧٦).
قال الطبراني:"لم يروه عن الحارث الغنوي إلا هشيم، تفرد به مهدي"؛ يعني: تفرد برفعه، والأشبه الوقف؛ فإن من أوقفه أحفظ وأكثر عددًا.
قال البخاري بعد رواية علي بن مسلم:"وقال أبو عوانة وغيره: على لسان نبيكم".