قال بعده ابن منصور:"كان عبد الرزاق حدثنا بهذا الحديث، فقال: أنبأنا ابن جريج، قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي عمار، ثم رجع فقال: ابن أبي عامر"، كذا، ولعله: ابن أبي عمار، واللَّه أعلم.
قال ابن جرير:"والصواب في ذلك عندنا ما قال ابن أبي عدي عن ابن جريج، وهو: عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عمار، وهو رجل من قريش، من أهل مكة، معروف فيهم، روى عنه ابن جريج وعبد اللَّه بن عبيد بن عمير وغيرهما".
ثم قال ابن جرير:"وهذا الحديث عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه،. . . ".
وقال ابن المديني:"صحيح من حديث عمر، ولا يُحفظ إلا من هذا الوجه، ورجاله معروفون" [مسند الفاروق (١/ ٢٧٦/ ١٤٥)].
وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".
* تابعهما على هذا الوجه:
روح بن عبادة، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وعبد اللَّه بن وهب، ومحمد بن أبي عدي، وعثمان بن عمر بن فارس [وهم ثقات]، ومسلم بن خالد الزنجي، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ويحيى بن أيوب الغافقي المصري، وهوذة بن خليفة [وهم من أهل الصدق، وقد تكلم في حفظهم]:
عن ابن جريج، قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عمار، يحدث عن عبد اللَّه بن باباه، عن يعلى بن منية، قال: قلت لعمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: إنما قال اللَّه عزَّ وجلَّ: {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[النساء: ١٠١] فقد أمن الناس؟ فقال: إني عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال:"صدقةٌ تصدَّق اللَّه بها عليكم، فاقبلوا صدقته".
كذا وقع في رواية روح بن عبادة وابن وهب والزنجي وابن أبي رواد: عن عبد اللَّه بن باباه عن يعلى بن منية، وقال الثلاثة الأواخر: ابن أمية، وفي رواية أبي عاصم وابن أبي عدي: عبد اللَّه بن بابيه عن يعلى بن أمية، ويعلى بن أمية هو يعلى بن مُنْيَة، وهو صحابي مشهور.
أخرجه الدارمي (١/ ٤٢٣/ ١٥٠٥)، وأبو عوانة (١/ ٣٦٩/ ١٣٣٢)، والشافعي في الأم (١/ ١٧٩)، وفي اختلاف الحديث (٤٦)، وفي السنن (١٥)، وفي المسند (٢٤ و ٤٨)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ١٢١)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٢٠٧/ ٥ - مسند عمر). وفي التفسير (٥/ ٢٤٣)، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣٤٠/ ٢٢٤٦)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤١٥)، وفي المشكل (٤/ ٣٣٤/ ١٦٤٦) و (٤/ ٣٣٥/ ١٦٤٧) و (٩/ ٣٥٧/ ٣٧٣٩)، وفي أحكام القرآن (٣٦٨ - ٣٧٠)، وأبو جعفر النحاس في الناسخ (٣٥٤)، وابن الأعرابي في المعجم (٩٣٢)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٢٢٣)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٣٤ و ١٤١)، وفي المعرفة (٢/ ٤١٥/ ١٥٣٧)،