وهذا مرسل بإسناد صحيح غريب، ووصله صحيح عن أبي قلابة، وإنما أرسله هنا للحاجة والتخفف في الفتوى والاستدلال.
م- ورواه أبو بكرة بكار بن قتيبة [صدوق]، وإبراهيم بن مرزوق [لا بأس به، كان يخطئ فلا يرجع]، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام [لا بأس به]:
قالوا: حدثنا أبو داود [الطيالسي، وهو: ثقة حافظ]، عن أبي عوانة، عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشية، وهو: ثقة]، عن هانئ بن عبد اللَّه بن الشخير، عن رجل من بلحريش، [زاد ابن سلام: عن أبيه]، قال: كنا نسافر، فأتينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يطعم، فقال: "هلمَّ فاطعم"، فقلت: إني صائم، فقال: "هلمَّ أحدثك عن الصيام، إن اللَّه وضع عن المسافر الصيامَ وشطرَ الصلاة".
أخرجه النسائي فىِ المجتبى (٤/ ١٨١/ ٢٢٨٠)، وفي الكبرى (٣/ ١٥٢/ ٢٦٠١)، والطحاوي في شرح المعاني (١/ ٤٢٣)، وفي المشكل (١١/ ٣٣/ ٤٢٦٦).
• خالفه: قتيبة بن سعيد [ثقة ثبت]، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن هانئ بن الشخير، عن رجل من بلحريش، عن أبيه، قال: كنت مسافرًا فأتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا صائم وهو يأكل، قال: "هلم"، فلت: إني صائم، قال: "تعال، ألم تعلم ما وضع اللَّه عن المسافر؟ " قلت: وما وضع عن المسافر؟ قال: "الصوم ونصف الصلاة".
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ١٨١/ ٢٢٧٩)، وفي الكبرى (٣/ ١٥٢/ ٢٦٠٠).
• خالفهما: سهل بن بكار [بصري ثقة]، وعبد الواحد بن غياث [بصري صدوق]:
قالا: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن هانيء بن عبد اللَّه بن الشخير، عن أبيه، قال: كنت مسافرًا. . . فذكر نحوه.
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ١٨٢/ ٢٢٨١)، وفي الكبرى (٣/ ١٥٣/ ٢٦٠٢)، والضياء في المختارة (٩/ ٤٧٧/ ٤٦٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ١٥٤/ ١٤٨٥).
قلت: وهذه الرواية وهم بكلا الوجهين، وهانيء بن عبد اللَّه بن الشخير: إنما يُعرف برواية أبي بشر عنه، وذكره ابن حبان في الثقات، فهو في عداد المجاهيل [الجرح والتعديل (٩/ ١٠١)، والثقات (٧/ ٥٨٢)، والميزان (٤/ ٢٩٠)، والتهذيب (٤/ ٢٦٢)].
* الاختلاف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث:
رواه عنه الأوزاعي واضطرب فيه اضطرابًا شديدًا؛ فإن الأوزاعي لم يكن يقيم حديث يحيى بن أبي كثير، لم يكن عنده في كتاب، ضاع كتابه عن يحيى، فكان يحدث به من حفظه، ويهم فيه [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٧)]، وهذا الحديث من الأمثلة على صدق ذلك.
ن- فقد روى عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي [ثقة]، وداود بن رُشَيد [نزيل بغداد، ثقة]: