للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنس بن مالك، يقول لمحمد بن عمرو: إذا كنتَ في سفر، فقلتَ: أزالت الشمس أو لم تزل، أو: انتصف النهار أو لم ينتصف، فصلِّ قبل أن ترتحل. موقوف.

أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٠٧/ ٣٥١٦).

قلت: والموقوف لا يضر بالمرفوع، فقد رفعه: أبو معاوية [وهو: ثقة]، ومغيرة بن مقسم الضبي [وهو: ثقة متقن، وإنّما تُكلم في حديثه عن إبراهيم النخعي]، وقصر فيه فلم يذكر المرفوع: جرير بن عبد الحميد.

فالرفع زيادة من ثقتين، وهي زيادة مقبولة.

ومسحاج بن موسى الضبي: قال ابن معين: "ثقة"، وقال أبو زرعة: "لا بأس به"، وقال الآجري عن أبي داود: "ثقة"، قال البخاري: "يعدُّ في الكوفيين، سمع أنس بن مالك، روى عنه: مغيرة بن مقسم، ومروان بن معاوية، وأبو معاوية، وجرير"، وغيرهم [تاريخ ابن معين (٤/ ٦٢/ ٣١٥٣)، التاريخ الكبير (٨/ ٦٧)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٣٠)، سؤالات الآجري (٢٦١)، الميزان (٤/ ٩٦)، إكمال مغلطاي (١١/ ١٤٨)، التهذيب (٤/ ٥٧)].

قلت: فهو إسناد صحيح.

لكن ابن حبان أورد مسحاجًا في المجروحين (٣/ ٣٢) (٢/ ٣٧١ - ط الصميعي)، وقال: "روى حديثًا منكرًا في تقديم صلاة الظهر قبل الوقت للمسافر، لا يجوز الاحتجاج به، سمعت أحمد بن محمد بن الحسين [أبو العباس الماسرجسي، ابن بنت الحسن بن عيسى الماسرجسي: ثقة. السير (١٤/ ٤٠٥)، تاريخ الإسلام (٢٣/ ٤٤٩) يقول: سمعت الحسن بن عيسى [هو: ابن ماسرجس، مولى ابن المبارك، وهو: ثقة]، يقول: قلت لابن المبارك: حدثنا أبو نعيم بحديث حسن، قال: ما هو؟ قلت: حدثنا أبو نعيم، عن مسحاج، عن أنس بن مالك، قال: كنا إذا كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في سفر، ونزلنا منزلًا، فقلنا: زالت الشمس، أو لم تزُل؟ صلى الظهر، ثم ارتحل. فقال ابن المبارك: وما حسن [هذا] الحديث؟ ومن مسحاج حتى أقبل منه هذا الحديث؟ أنا أقول: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي قبل الزوال وقبل الوقت؟!! ".

وتعقبه أبو الحسن الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (٣٦١) بقوله: "قوله: أبو نعيم؛ خطأ، إنما هو: حدثنا أبو معاوية الضرير عن مسحاج".

° قلت: ليس في الحديث ما يدل على هذا المعنى الذي أراده الإمام عبد اللَّه بن المبارك رحمه اللَّه تعالى، وهو أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي الظهر قبل الزوال، وقبل دخول وقتها، وإنما غاية ما دلت عليه رواية أبي معاوية: تبكير النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بصلاة الظهر في أول وقتها بمجرد زوال الشمس عن كبد السماء، حتى إن الرائي ليشك هل زالت الشمس؟ أم لا؟ لذا قال أنس: فقُلنا: زالتِ الشمسُ، أو لم تَزُلْ؟.

كمثل ما روى عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد اللَّه بن مسعود، قال: ما رأيت

<<  <  ج: ص:  >  >>