رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صلى صلاة إلا لميقاتها، إلا صلاتين: صلاة المغرب والعشاء بجمع، وصلى الفجر يومئد قبل ميقاتها [أخرجه البخاري (١٦٨٢)، ومسلم (١٢٨٩)، ويأتي تخريجه في السنن برقم (١٩٣٤)، إن شاء اللَّه تعالى].
وفي رواية [عند البخاري (١٦٨٣)]: ثم صلى الفجر حين طلع الفجر، قائل يقول: طلع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجر.
وهذا محمول أيضًا على تبكيره بصلاة الصبح في أول وقتها بمجرد بزوغ الفجر الصادق، وعدم إمهاله كعادته بالمدينة، حيث كان يصليها بغلس.
وحديث أبي معاوية يفسره حديث هشيم عن المغيرة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا نزل منزلًا فقال فيه [يعني: من القيلولة]، لم يرتحل منه حتى يصلي الظهر، فكان ينتظر بعد القيلولة حتى تزول الشمس فيصلي الظهر ثم يرتحل، فإذا بالرائي يحسب الشمس لم تزُل عن كبد السماء، لشدة تبكيره بالصلاة، وقصره لها في عدد الركعات وفي القراءة، ورواية أبي عوانة مما تزيد هذا المعنى وضوحًا، واللَّه أعلم.
وكذلك حديث حمزة العائذي، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يصليَ الظهرَ، فقال له رجلٌ: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار. يعني: ينتظر حتى يدخل الوقت ثم يصلي، وهو الحديث الآتي.
° قال العيني في شرحه لأبي داود (٥/ ٦٦): "ومعنى الحديث: أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصلي الظهر في السفر في أول الوقت جدًا من غير تأخير، حتى كانوا يشكون في زوال الشمس، وإنما كان يبادر -صلى اللَّه عليه وسلم- لأجل المسير".
وانظر أيضًا: السلسلة الصحيحة (٦/ ٦٥٢/ ٢٧٨٠).
* * *
١٢٠٥ - . . . شعبة: حدثني حمزة العائذي -رجل من بني ضَبَّة-، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يصليَ الظهرَ، فقال له رجلٌ: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
* حديث صحيح
أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٤٨/ ٤٩٨)، وفي الكبرى (٢/ ١٩٠/ ١٤٩٦)، وفي الرابع من الإغراب (٦٢)، وابن خزيمة (٢/ ٨٨/ ٩٧٥)، والضياء في المختارة (٦/ ١١١ - ١١٣/ ٢١٠٢ - ٢١٠٦)، وأحمد (٣/ ١٢٠ و ١٢٩)، وابن أبي شيبة (١/ ٣٠٧/ ٣٥١٨)، والبزار (١٤/ ٧٩/ ٧٥٤٤)، وبحشل في تاريخ واسط (٦٩)، وأبو يعلى (٧/ ٢٩٤ و ٢٩٥/ ٤٣٢٤ - ٤٣٢٦)، والطحاوي (١/ ١٨٥).
رواه عن شعبة: يحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، وغندر محمد بن