جعفر، ووكيع بن الجراح، وعبد الصمد بن عبد الوارث [وهم ثقات، من أثبت الناس في شعبة]، وغيرهم.
ولفظ غندر [عند أحمد (٣/ ١٢٩)]: عن أنس، أنه قال: ألا أحدثك حديثًا لعل اللَّه ينفعك به: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا نزل منزلًا لم يرتحل حتى يصلي الظهر.
قال: فقال محمد بن عمرو: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
وقال عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا حمزة الضبي، قال: لقيت أنس بن مالك بفم النيل، ومشى بيني وبينه محمد بن عمرو،. . . فذكر مثله، قال: فقال محمد بن عمرو: وإن كان بنصف النهار.
وفي رواية خالد بن الحارث: عن شعبة، عن حمزة الضبي، قال: لقيت أنس بن مالك؛ أنا ومحمد بن عمرو،. . . الحديث.
وزاد البزار في آخره من رواية يحيى القطان: "يعني: يقيم إلى الوقت"، يريد أنه يمهل، ويؤخر الارتحال حتى يدخل وقت الظهر، فيصليها في أول وقتها، ثم يرتحل.
وترجم له النسائي بقوله: "تعجيل الظهر في السفر"، يعني: في أول وقتها.
وترجم له ابن خزيمة بقوله: "باب استحباب الصلاة في أول الوقت قبل الارتحال من المنزل".
وهذا إسناد صحيح؛ حمزة هو: ابن عَمرو، أبو عُمر الضبي العائذي البصري؛ وثقه النسائي، وقال أبو حاتم: "شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات، فهو ثقة، ومال إلى ذلك الذهبي [التهذيب (١/ ٤٩٠)، الكاشف (١/ ٢٥٥)، التقريب (١٦٥)] [منهج النسائي في الجرح والتعديل (٢/ ٧٠٠)].
ووجه الدلالة منه: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يعجل الظهر في السفر، فيصليها في أول وقتها بمجرد زوال الشمس، ثم يرتحل، ولا يرتحل قبل الصلاة، بل يؤخر الرحيل حتى تزول الشمس، فيصليها.
وقد سبق تخريج هذا الحديث في عموم الأحاديث الواردة في التعجيل بصلاة الظهر في أول وقتها بعد الزوال، تحت الحديث رقم (٤٠٣)، راجع فضل الرحيم الودود (٥/ ٤١/ ٤٠٣).
* هكذا رواه جماعة الثقات عن شعبة، وفيهم أثبت أصحابه:
وقد وهم في إسناده جماعةٌ على شعبة، منهم الثقة، ومنهم الضعيف، فمنهم من سلك فيه الجادة، وجعله: عن شعبة، عن قتادة، عن أنس.
ومنهم من جعله: عن شعبة، عن أبي حمزة، عن أنس. وكلاهما وهم على شعبة.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ٩٩/ ١٣٧٧)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (٧/ ١٢٦/ ٢٥٥٦)، وذكره الدارقطني في العلل (١٢/ ١٤١/ ٢٥٣٧).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا بقية".