وقال الدارقطني في العلل (١٢/ ١٤١/ ٢٥٣٧): "وكلاهما وهم؛ والصواب: عن شعبة، عن حمزة الضبي، عن أنس".
* فإن قيل: مسحاج بن موسى الضبي هو نفسه حمزة الضبي:
قال البزار: "وأحسب أن مسحاجًا الضبي هو حمزة، ولكن ذاك لقب، وحمزة اسم".
قلت: بل هما اثنان، مسحاج بن موسى: ضبي كوفي، كنيته: أبو موسى، وحمزة بن عمرو: عائذي، ضبي، بصري، كنيته: أبو عمر، والرواة عن الأول يختلفون عن الثاني، وإنما يشتركان في كون كل منهما يروي عن أنس، وقد اتفقا في رواية هذا الحديث الواحد، ومما يؤيد كونهما اثنين:
* ما رواه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني: ثنا أحمد بن محمد بن صدقة [أبو بكر البغدادي: ثقة حافظ متقن. سؤالات الحاكم (٣٨)، تاريخ بغداد (٥/ ٤١)، السير (١٤/ ٨٣)]: ثنا الوليد بن عمرو بن سكين [لا بأس به. التهذيب (٤/ ٣٢١)]: ثنا يوسف بن يعقوب السدوسي [ثقة]: ثنا عُنطُوانة السعدي، عن حمزة أبي عُمر، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نزل منزلًا أحب أن يصلي فيه الظهر قبل أن يرتحل، قال: فنزل منزلًا فلما أراد أن يرتحل أذن ثم صلى، والشمس تكاد أن تكون في وسط السماء.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٢/ ١٢٨/ ١٤٧٠)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (٦/ ١١٣/ ٢١٠٧).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عنطوانة إلا يوسف".
وهذا إسناد صالح في المتابعات، وكلام الطبراني يدل على أن من دون يوسف بن يعقوب قد توبع عليه، وعنطوانة السعدي مجهول [بيان الوهم (٣/ ٣٧٨/ ١١٢١)، اللسان (٦/ ٢٤٥)].
* وله إسناد آخر عن أنس، ولا يثبت [أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٣١٠/ ٧٥٨٧)، وعنه: أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٤٥٤)] [وفيه: إسماعيل بن مسلم المكي، وهو: ضعيف، وفيه جماعة يُجهل حالهم].
* وروي من حديث أبي هريرة [أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ٢٨٩)] [وهو حديث موضوع، وضعه: سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي، وهو كذاب، يضع الحديث. اللسان (٤/ ١٦٦)].
* ومما أود التنبيه عليه:
ما رواه وكيع بن الجراح، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، ومحمد بن ربيعة، ويحيى بن كثير بن درهم العنبري، ومكي بن إبراهيم [وهم ثقات]، وغيرهم:
عن عثمان بن سعد، قال: سمعت أنسًا -رضي اللَّه عنه-، يقول: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا نزل منزلًا لم يرتحل منه حتى يودعه بركعتين.