إبراهيم التيمي: "وذُكر عن يحيى بن معين أنه صحح حديث خزيمة بن ثابت في المسح، وأبو عبد الله الجدلي: اسمه عبد بن عبد، ويقال: عبد الرحمن بن عبد"، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح، وفي الباب: عن علي، وأبي بكرة، وأبي هريرة، وصفوان بن عسال، وعوف بن مالك، وابن عمر، وجرير".
وعلى هذا، فالحديث قد صححه: ابن معين والترمذي والعقيلي وابن حبان وابن الجارود وأبو عوانة وسكت عليه أبو داود.
• إلا أن الترمذي نقل عن البخاري تضعيفه في العلل الكبير (٦٤)، فقال: "سألت محمَّد بن إسماعيل عن هذا الحديث؟ فقال: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح؛ لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت.
وكان شعبة يقول: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث المسح.
وحديث عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي: هو أصح وأحسن.
وذكر عن يحيى بن معين أنه قال: حديث خزيمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: حديث صحيح".
فالحديث رجاله ثقات، وقد صححه جمع من الأئمة كما ترى.
وأما إعلال البيهقي له بالاضطراب، حيث قال في المعرفة (١/ ٣٤٧): "إسناده مضطرب"، فمردود، إذ هو سالم من دعوى الاضطراب، وقد بين ذلك أبو زرعة كما تقدم ذكر كلامه.
وأما تضعيف ابن حزم للحديث بقوله في عبد بن عبد أبي عبد الله الجدلي: "صاحب راية الكافر المختار، ولا يعتمد على روايته"، فمردود أيضًا، فإن أبا عبد الله الجدلي: وثقه أحمد وابن معين وغيرهما، فهو ثقة في روايته [التهذيب (١٠/ ١٧٠)، التقريب (١١٧٠)]، وأما قوله: "صاحب راية المختار" فلينظر في الرد عليه: التهذيب (١٠/ ١٧٠)، الإِمام لابن دقيق العيد (٢/ ١٩١).
وراجع كلام ابن دقيق العيد في تصحيحه لهذا الحديث في الإمام (٢/ ١٨٠ - ١٩١)، ونقله الزيلعي في نصب الراية (١/ ١٧٥)، وانظر: شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي.
قال الإِمام أحمد بأن هذا الحديث مما يحتج به من قال بعدم التوقيت، قال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (١٨٢٧): "قلت لأبي عبد الله: أي شيء أذهبَ أهلَ المدينة في المسح أكثر من ثلاث، ويوم وليلة؟ قال: لهم فيه أثر.
وقال لي أبو عبد الله أحمد بن حنبل: حديث خزيمة مما لعله أن يدل على -يعني: حجة لهم- قوله: ولو استزدته لزادني".
• قلت: لا حجة لهم فيه، إذ كيف تثبت الأحكام بالظنون، وما ظنه الصحابي لم يقع، فكيف نتعبد به، وهو مخالف لما صح من أحاديث التوقيت.
قال الخطابي في المعالم (١/ ٥٢): "ولو ثبت لم يكن فيه حجة؛ لأنه ظن منه وحسبان، والحجة إنما تقوم بقول صاحب الشريعة، لا بظن الراوي".