للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الزهري، عن أنس، قال: كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر، أخَّر الظهر حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما.

أخرجه مسلم (٧٠٤/ ٤٧)، وأبو عوانة (٢/ ٧٩/ ٢٣٩٢)، وابن حبان (٤/ ٣٠٩/ ١٤٥٦)، ومحمد بن عاصم الثقفي في جزئه (٤٣)، وأبو يعلى (٦/ ٣٠٣/ ٣٦١٩) [وسقط من إسناده: الليث بن سعد]. والدارقطني (١/ ٣٨٩)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٢١)، والبيهقي (٣/ ١٦١).

هكذا رواه عن شبابة: عمرو بن محمد الناقد [ثقة حافظ]، والحسن بن محمد بن الصباح [الزعفراني، صاحب الشافعي: ثقة]، ومحمد بن عاصم الثقفي [صدوق]، وعيسى بن أحمد البلخي [ثقة]، وسعيد بن بحر القراطيسي [ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب: "كان ثقة"، وقال الذهبي: "ثقة مسند"، وحدث عنه جماعة من الحفاظ. تاريخ بغداد (٩/ ٩٣)، تاريخ الإسلام (١٩/ ١٥٣)]، وحميد بن الربيع الخزاز [ذاهب الحديث. تقدم الكلام عنه مرارًا، راجع مثلًا: فضل الرحيم الودود (١٠/ ٣٦٩/ ٩٧٥)] [وسقط من إسناده: الليث بن سعد، عند أبي يعلى].

• خالفهم: إسحاق بن راهويه [ثقة حافظ]: أنا شبابة بن سوار، عن ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا كان في سفر فزالت الشمس؛ صلى الظهر والعصر جميعًا ثم ارتحل.

أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٢٩٤/ ١٥٨٢)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٦٢)، وفي المعرفة (٢/ ٤٤٦/ ١٦٣٦)، وأبو نعيم الحداد في جامع الصحيحين (٢/ ٦٨/ ٩٣١).

قال الذهبي في تهذيب السنن (٣/ ١٠٩٤): "هذا على صحة إسناده: منكر".

وقال في السير (١١/ ٣٧٩): "فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر"؛ يعني: الفريابي، وقد توبع عليه، وكان الذهبي استدركه على نفسه فقال بعدها: "ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ؛ يمكن أنه لكونه كان لا يحدث إلا من حفظه جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث، فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثًا لما حطَّ ذلك رتبته عن الاحتجاج به أبدًا، بل كون إسحاق تتبع حديثه فلم يوجد خطأ قط سوى حديثين يدل على أنه أحفظ أهل زمانه".

وقال في الميزان (١/ ١٨٣): "فهذا على نبل رواته: منكر"، ثم قال: "ولا ريب أن إسحاق كان يحدث الناس من حفظه، فلعله اشتبه عليه، والله أعلم" [وانظر: فتح الباري لابن حجر (٢/ ٥٨٣)].

قلت: وهو كما قال، والمحفوظ ما رواه جماعة الثقات عن شبابة، وتابعهم عليه أبو صالح كاتب الليث، والوهم هنا في تقديم العصر مع الظهر جمع تقديم، وإنما رواه على تأخير الظهر إلى وقت العصر جمع تأخير: الليث بن سعد، ومفضل بن فضالة، وجابر بن إسماعيل، وابن لهيعة، كلهم عن عقيل به، وهو الصواب.

* ورواه عبد الله بن صالح [أبو صالح كاتب الليث: صدوق، كثير الغلط، وكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>