للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هكذا رواه يحيى بن أبي كثير [وهو: ثقة ثبت] عن حفص، وهو المحفوظ.

• وتابعه عليه: أسامة بن زيد الليثي، وهو: صدوق، صحيح الكتاب، يخطئ إذا حدث من حفظه، وقد أنكروا عليه أحاديث [تقدمت ترجمته مفصلة عند الحديث رقم (٣٩٤ و ٦٠٠ و ٦١٩)].

قال أبو داود بعد الحديث رقم (١٢٣٤): "وروى أسامة بن زيد، عن حفص بن عبيد الله -يعني: ابن أنس بن مالك-؛ أن أنسًا كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق، ويقول: كان النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصنع ذلك، ورواية الزهري، عن أنس، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثله".

* خالفهما في متنه فوهم:

محمد بن إسحاق [صدوق، وعنه: يزيد بن هارون]، فرواه عن حفص بن عبيد الله بن أنس، قال: كنا نسافر مع أنس بن مالك، فكان إذا زالت الشمس وهو في منزلٍ لم يركب حتى يصلي الظهر، فإذا راح فحضرت صلاة العصر؛ فإن سار من منزله قبل أن تزول فحضرت الصلاة، قلنا له: الصلاة! فيقول: سيروا، حتى إذا كان بين الصلاتين نزل فجمع بين الظهر والعصر، ثم يقول: رأيت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا وصل ضحوته بروحته صنع هكذا.

أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢١٠/ ٨٢٣٢) و (٧/ ٢٨٣/ ٣٦١١١).

قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (٢/ ٣٣٦): "وحديث مسلم أجلُّ وأعلى إسنادًا من حديث ابن أبي شيبة وأشهر".

• وأخرجه البزار (١٣/ ٩٦/ ٦٤٥٨)، قال: حدثنا طليق بن محمد الواسطي [روى عنه جماعة من الأئمة كالنسائي وابن خزيمة، وقال ابن حبان: "استقامته في الحديث استقامة الأثبات"، الثقات (٨/ ٣٢٨)، التهذيب (٢/ ٢٤٧)]: ثنا يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق، عن حفص، قال: كان أنس إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخَّر الظهر إلى آخر وقتها، وصلاها، وصلى العصر في أول وقتها، ويصلي المغرب في آخر وقتها، ويصلي العشاء في أول وقتها، ويقول: هكذا كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجمع بين الصلاتين في السفر.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا تابع حفص بن عبيد الله على روايته هذه، وقد رواه الزهري بخلاف ما رواه حفص".

قلت: هذا حديث منكر؛ والمعروف عن أنس فيما رواه عنه الزهري؛ تأخير الأولى حتى يجمعها مع الثانية في وقت الثانية، ورواية يحيى بن أبي كثير عن حفص مجملة تفصلها رواية أسامة بن زيد الليثي، فتتفق مع رواية الزهري عن أنس، فظهر بذلك نكارة رواية ابن إسحاق، والله أعلم.

ب - وروى يعقوب بن محمد الزهري: نا محمد بن سعد: نا ابن عجلان، عن عبد الله بن الفضل، عن أنس بن مالك؛ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا كان في سفر فزاغت الشمس قبل أن يرتحل؛ صلى الظهر والعصر جميعًا، وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس جمع بينهما في أول وقت العصر، وكان يفعل ذلك في المغرب والعشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>