الجماعة [عند الطبراني في الكبير (٧٣٦٦ و ٧٣٦٧)، والأوسط (١٨٣١)].
وروى معمر بن راشد الحديث بتمامه؛ إلا أنه قال فيه: "فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر، ثلاثًا إذا سافرنا، ويومًا وليلة إذا أقمنا" [عند: ابن خزيمة (١٩٣)، ابن حبان (١٣٢٥)، الضياء في المختارة (٢٤)، أحمد (٤/ ٢٤٠)، عبد الرزاق (٧٩٣)، الطبراني في الكبير (٧٣٥٢)، الدارقطني (١/ ١٩٧)، البيهقي (١/ ٢٨٢)]، فزاد في الحديث اشتراط الطهارة: "إذا نحن أدخلناهما على طهر"، ومدة المسح للمقيم، وهما زيادتان شاذتان في هذا الحديث.
أما الزيادة الأولى: فلم يتابعه عليها إلا عكرمة بن إبراهيم، وهو: ضعيف.
وأما الزيادة الثانية: فلم يتابعه عليها إلا بعض الضعفاء, ومن الثقات: صالح بن صالح بن حي، والمحفوظ بدونها، كما رواه جماعة الأئمة الحفاظ الذين تقدم ذكرهم.
• وأما الطرف الأول في فضل العلم، فقد اختلف على عاصم بن بهدلة في رفعه ووقفه:
وأشهر من رفعه: حماد بن سلمة، ومعمر بن راشد، وزياد بن الربيع، والمحاربي. وقال فيه حماد بن زيد: بلغني.
وأشهر من وقفه: شعبة، وسفيان بن عيينة، ومسعر بن كدام، ومالك بن مغول، وهمام بن يحيى.
والذين أوقفوه أثبت وأضبط، لكن قد يقال هنا: بأن مع الرافعين زيادة علم، وهم ثقات يعتمد على حفظهم؛ لا سيما ومثله لا يقال من قبل الرأي، فلعل عاصم بن أبي النجود كان يرفعه مرة ويوقفه أخرى، والله أعلم.
قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: "حديث صفوان بن عسال هذا [يعني: في فضل العلم] أوقفه قوم عن عاصم، ورفعه عنه آخرون، وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع، ومثله لا يقال بالرأي".
والحديث قال فيه الترمذي: "حسن صحيح".
وقال في العلل الكبير (٦٦): "وسألت محمدًا [يعني: البخاري] فقلت: أي الحديث عندك أصح في التوقيت في المسح على الخفين؟ قال: حديث صفوان بن عسال".
وقال العقيلي في الضعفاء الكبير (٢/ ١٧): "وفي فضل الخروج في طلب العلم أحاديث أسانيدها مختلفة، بعضها أصلح من بعض، فيها أحاديث جيدة الإسناد، عن صفوان بن عسال، وأبي الدرداء وغيرهما".
وقال الخطابي: "هو صحيح الإسناد" [البدر المنير (٣/ ١١)، أعلام الحديث (١/ ٢٦٨)].
وقال الجوزقاني في الأباطيل: "هذا حديث حسن مشهور".
وقال ابن عساكر في الأربعين البلدانية ص (١٥٠): "هذا حديث حسن".
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٣/ ٩): "هذا الحديث صحيح".
وجود إسناده المنذري في الترغيب (١/ ٥٢)، وقال ابن حجر في فتح الباري (١/ ٣٠٩):